اخبار مصر
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
القاهرة، مصر (CNN)-- تتجه مصر لتحقيق رقم قياسي جديد في أعداد السائحين، مع اقتراب عدد الزوار من 18 مليون سائح قبل نهاية 2025، وهو ما يعد إنجازا غير مسبوق في تاريخ السياحة المصرية، في ظل انتعاش القطاع مدفوعا بخطط الدولة للترويج الخارجي وافتتاح مشروعات كبرى تعزز من جاذبية المقصد المصري.
وقال وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي إن 'أعداد السائحين قد تصل إلى نحو 18 مليون زائر بنهاية 2025'، مشيرا إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير 'يمثل لحظة تاريخية ستغير الخريطة الثقافية، وله أثر مباشر على زيادة حركة السياحة الوافدة'، وفق تصريحات لوسائل إعلام محلية.
من جانبه، ذكر الخبير السياحي الدكتور حسام هزاع، أن 'الدولة المصرية تبنت خلال السنوات الأخيرة استراتيجية واضحة لتنشيط القطاع تقوم على المشاركة المنتظمة في المعارض الدولية الكبرى والترويج المستمر للمقصد المصري في الأسواق العالمية، وهو ما عزز من حضور مصر على خريطة السياحة الدولية'.
وقال هزاع، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، إن 'تنوع الأسواق المستهدفة ساهم في تحقيق نمو ملحوظ في أعداد السائحين، بعد أن توسعت مصر في جذب الزائرين من الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية بدلا من الاعتماد التقليدي على السوقين الروسي والأوكراني، ما منح القطاع مرونة واستقرارا أكبر أمام التحديات العالمية'.
وأضاف أن 'انطلاق الموسم الشتوي منذ أكتوبر/ تشرين الأول يعزز من نشاط الحركة السياحية، خاصة مع الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير الذي تابعه أكثر من مليار شخص حول العالم، ما جعل من مصر منصة تسويقية عالمية للسياحة الثقافية تعكس عمق حضارتها القديمة وتطورها الحديث'.
وأوضح أن 'افتتاح المتحف الكبير سيؤدي إلى زيادة عدد الليالي السياحية ومتوسط الإنفاق اليومي في القاهرة، إذ أصبحت زيارته عنصرا رئيسيا في البرامج السياحية إلى جانب المتحف المصري بالتحرير ومتحف الحضارة والمواقع الأثرية في القاهرة والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، مما يطيل فترة إقامة السائح ويدعم حركة السياحة الداخلية'.
وأكد أن 'إيرادات السياحة مرشحة لتتجاوز 17.6 مليار دولار مع اقتراب عدد السائحين من 18 مليون زائر'، موضحا أن 'الإيرادات خلال الأشهر التسعة الأولى تجاوزت 13 مليار دولار بزيادة تفوق 20% عن 2024، مدفوعة بارتفاع متوسط إنفاق السائح الذي يتراوح بين 300 و400 دولار لليلة الواحدة شاملة الإقامة والتنقلات والزيارات'.
ولفت إلى أن هذا النمو 'انعكس إيجابيا على الاقتصاد القومي من خلال زيادة تدفق العملات الأجنبية وتحسن معدلات التشغيل، ودعم الناتج المحلي، حيث يخلق كل مليون سائح إضافي نحو 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاعات متنوعة تشمل الضيافة والنقل والخدمات والتوريدات'.
ما الأسباب؟
من جانبه، ذكر وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، أحمد الطيبي، أن 'مصر تقترب من تحقيق مستهدف استقبال 18 مليون سائح، نتيجة زيادة الطاقة الفندقية، حيث تم افتتاح ما بين 30 إلى 40 ألف غرفة جديدة خلال 2025، خاصة في مناطق البحر الأحمر والساحل الشمالي، إلى جانب عودة تشغيل الفنادق العائمة التي ساهمت في تنشيط السياحة النيلية'.
وقال الطيبي، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، إن 'الساحل الشمالي أحد أبرز مناطق الجذب هذا العام بفضل المشروعات السياحية الجديدة، في حين شهدت مناطق سيناء تراجعا نسبيا في الحركة نتيجة الأوضاع الإقليمية'.
وأضاف أن 'إيرادات السياحة تجاوزت 13 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، وهو رقم يعكس زيادة الإشغال وارتفاع متوسط إنفاق السائح'، موضحًا أن 'ارتفاع الأسعار في بعض المقاصد مثل الساحل الشمالي موسمي ويقتصر على فترات الذروة، حيث تتراوح أسعار الغرف الفندقية بين 500 و700 دولار في المتوسط'.
وأشار الطيبي إلى أن 'انتعاش السياحة انعكس مباشرة على الاقتصاد المحلي، إذ لا يوجد فندق في مصر إلا وله شبكة واسعة من الموردين في مختلف القطاعات، ما يعني أن ارتفاع نسب الإشغال يؤدي إلى تحريك النشاط الاقتصادي بأكمله، إلى جانب تشجيع المستثمرين على إنشاء فنادق ومنتجعات جديدة'.
وشدد على أهمية 'تعزيز الاستثمار في قطاع الطيران لزيادة الرحلات القادمة من الأسواق الأوروبية المصدرة للسياحة'، معتبرا أن الوصول إلى 18 مليون سائح يمثل 'أكبر رقم في تاريخ السياحة المصرية'.


































