الغاز المصرى.. استثمارات ضخمة وإمكانيات هائلة لتعزيز مكانة مصر عالميًا

في السنوات الأخيرة، نجحت مصر في ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم اللاعبين في سوق الغاز الطبيعي والغاز المسال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، وأصبحت مركزًا إقليميًا لتغييز الغاز المسال وإعادة تصديره إلى الأسواق العالمية.

ويلقى «الدستور» الضوء على إمكانيات مصر في هذا المجال والبنية التحتية التي تدعم دورها كمركز إقليمي للغاز المسال.

تمتلك مصر حاليًا محطتين رئيسيتين لإسالة الغاز الطبيعي وتحويله إلى غاز مسال وهما:

- محطة إدكو: تقع في محافظة البحيرة، وتعد واحدة من أكبر محطات الإسالة في المنطقة، حيث تمتلك المحطة قدرة إسالة تصل إلى 12 مليون طن سنويًا، مما يجعلها قادرة على تلبية احتياجات التصدير الكبيرة.

- محطة دمياط: تقع في محافظة دمياط، وتتمتع بقدرة إسالة تصل إلى 5 ملايين طن سنويًا، تعتبر هذه المحطة من أهم المنشآت التي تدعم صادرات مصر من الغاز المسال إلى أوروبا وآسيا.

كما هذه المحطات مجهزة بتقنيات متطورة تسمح بمعالجة الغاز الطبيعي وتحويله إلى سائل بفعالية عالية، مما يقلل من الفاقد ويزيد من الكفاءة.

تستورد مصر الغاز المسال من عدة دول لتلبية الطلب المحلي ولإعادة تصديره بعد تغييزه، هذه الاستراتيجية تسمح لمصر بالاستفادة من الفروق السعرية في السوق العالمية، مما يعزز من عائداتها الاقتصادية، بالإضافة إلى ذلك، تعمل مصر على تعزيز شراكاتها مع الدول المنتجة للغاز لضمان تدفق مستمر للإمدادات.

تقع مصر على مفترق طرق بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، مما يجعلها مركزًا مثاليًا لإعادة تصدير الغاز المسال إلى الأسواق العالمية، قناة السويس تلعب دورًا رئيسيًا في تسهيل نقل الغاز المسال عبر ناقلات الغاز العملاقة، مما يقلل من تكاليف النقل ويزيد من القدرة التنافسية للغاز المصري في الأسواق العالمية.

تعمل مصر على توسيع قدراتها في مجال الغاز المسال من خلال جذب استثمارات أجنبية ومحلية لبناء محطات إسالة جديدة وتحديث البنية التحتية الحالية، من بين المشاريع المستقبلية المخطط لها:

- توسيع محطة إدكو: لزيادة قدرتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على الغاز المسال.

- إنشاء محطات إسالة جديدة: في مناطق أخرى مثل السويس والعين السخنة لتعزيز قدرات التصدير، والتي ستزيد من قدرة مصر على المنافسة في سوق الغاز العالمي وتدعم خططها لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة.

على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها مصر في مجال الغاز المسال، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها، مثل:

- التقلبات في أسعار الغاز العالمية التي قد تؤثر على ربحية عمليات التصدير.

- المنافسة الإقليمية من دول مثل قطر والجزائر التي تمتلك أيضًا بنية تحتية متطورة للغاز المسال.