اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
علق أستاذ القانون الدولي والأمين العام للجنة الدولية للدفاع عن الموارد المائية محمد محمود مهران على رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على بيان الرئيس الأمريكي حول سد النهضة.
وأوضح مهران في تصريحات لـRT أن اعتراف ترامب بأن نهر النيل يمثل 'مصدر حياة' لمصر يشكل إقرارا دوليا مهما بالحقوق المائية التاريخية للبلاد، مشيرا إلى أن مثل هذا التصريح من أقوى دولة في العالم يعزز الموقف المصري أمام المجتمع الدولي. وأضاف: 'هذا الاعتراف يؤكد مبدأ الحقوق المائية المكتسبة، وهو مبدأ راسخ في القانون الدولي'.
وأشار الخبير القانوني إلى أن تأكيد ترامب على ضرورة التوصل إلى 'اتفاق عادل' يحفظ مصالح جميع الأطراف يتماشى مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، خاصة مبدأ 'الاستخدام المنصف والمعقول' للموارد المائية المشتركة. كما رأى أن التصريح الأمريكي يعد رفضا صريحا للسياسات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا، ويدعم المطالب المصرية بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم قبل تشغيل السد.
ولفت مهران إلى أن حرص واشنطن على إيجاد حل عادل للأزمة يعكس فهما أمريكيا لخطورة الملف على الأمن والاستقرار الإقليمي، خاصة مع تهديد السياسات الإثيوبية لأمن أكثر من 150 مليون مواطن في مصر والسودان. وأكد أن هذا الموقف يدعم الرؤية المصرية القائمة على احترام القانون الدولي ورفض الإجراءات الأحادية.
وأشار أستاذ القانون الدولي إلى أن التصريحات الأمريكية الأخيرة، إلى جانب موقف الرئيس السيسي، ترسل رسالة واضحة إلى أديس أبابا مفادها أن التعنت الإثيوبي لم يعد مقبولاً دولياً. وأضاف: 'إثيوبيا تواجه الآن ضغوطاً متزايدة للعودة إلى المفاوضات بحسن نية، والالتزام بالحلول القانونية الملزمة'.
وأشاد مهران بالرؤية الاستراتيجية للرئيس السيسي في التعامل مع الملف، مؤكدا أن الشراكة مع الولايات المتحدة والدعم الدولي عنصران حاسمان لحل الأزمة. وقال: 'الموقف الأمريكي يجب أن يكون بداية لتحرك دولي موحد لإجبار إثيوبيا على احترام القانون الدولي والوصول إلى اتفاق عادل يحمي حقوق جميع الأطراف'.
واختتم الدكتور مهران تصريحه بالتأكيد على أن المجتمع الدولي يملك الأدوات القانونية والسياسية الكفيلة بتحقيق حل مستدام، داعياً إلى تحرك عاجل لضمان حقوق مصر المائية وحماية الأمن الإقليمي.
من جانبه، أكد خبير العلاقات الدولية محمد عبد العظيم الشيمي، في تصريحات لـRT، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي حول بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة ما هي إلا امتداد لمبادئ رئيسية للسياسة الخارجية المصرية المتعلقة بالاستقرار ومحاولة تحقيق السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف الشيمي، أن الرئيس السيسي أراد استغلال عدة تصريحات من ترامب بخصوص الإدارات الأمريكية السابقة التي قامت بدعم بناء سد النهضة وفي إطار التعامل مع التصعيد الذي حدث بشأن الصراع على المياة في منطقة حوض النيل والإضرار بالمصلحة المصرية.
وتابع: 'مصر تحاول استغلال هذا الموقف من خلال البناء لتحقيق مجموعة من المحددات الرامية إلى وجود سياسات عادلة ومنصفة حول النهر المائي والمتعلقة بالمحاولة لتحقيق نوع من أنواع التنمية المستدامة الخاصة بالموارد المائية على مستوى الإقليمي لمنطقة حوض النيل'.
وأكد الخبير الدولي أن مصر لا تألوا جهدا في إطار الوصول إلى حلول سلمية متعلقة بموضوع سد النهضة، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن تصريحات ترامب دائما متضاربة لتحقيق نوع من أنواع الأهداف المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية لأن دائما ترامب يحاول الظهور بمظهر الشخص الداعي للسلام في العالم والذي يستطيع بوضح حل لكافة الأزمات والصراعات الدولية وهو ما لم يتحقق حتى الآن سواء فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية أو أزمة الهند وباكستان ، وحتى في أزمات الشرق الأوسط بشكل عام .
واختتم حديثه، 'يجب أن نأخذ في الاعتبار أن السياسة الخارجية المصرية يمكن أن تقوم بالبناء على هذه التصريحات في إطار الخطوات التالية المتعلقة خصوصا في مرحلة ما بعد بناء السد ومصر لديها سيناريوهات متعلقة بالمشاركة في عملية بناء السد وتحقيق التنمية المستدامة'.
المصدر: RT