اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٤
أكد خبراء سودانيون، أن الجيش السوداني نجح في تحقيق اختراقات قوية والتقدم في العاصمة الخرطوم وطرد ميلشيا الدعم السريع من العديد من المناطق والبدء في عودة المدنيين إلى ديارهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني ان الجيش السوداني حقق انتصارات وتقدما واضحا خلال الشهر الماضي وحاليا يقترب من السيطرة على مدينة الخرطوم بحري بعد ان اجتاح الكدرو والحلفايا وهما ضاحيتان شمال الخرطوم بحري.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ'الدستور' أنه في وسط السودان سيطر الجيش على منطقة جبل مويا الاستراتيجية التي تمهد لاستعادة ما تبقى من ولايات سنار والجزيرة مشيرا إلى أن التقدم الاهم هو استمرار السيطرة على مدينة الفاشر بل والانطلاق غربا في عمليات هجومية في عمق اقليم دارفور.
وتابع 'بدأت عودة المدنيين الى العاصمة بعد عبور الجيش للجسور بين امدرمان وبحري، وصرح قائد منطقة الكدرو العسكرية ان عمليات تنظيف المنطقة اوشكت على الاكتمال واتوقع عودة ملايين في غضون الاسابيع القليلة المقبلة خاصة سكان محلية بحري'.
وشدد ميرغني على أن الدمار الذي أحدثه تمرد الدعم السريع شمل البنى التحتية ومنازل المواطنين ومرافق الخدمات بل وحتى المتاحف والاثار التاريخية التي لا تقدر بثمن علاوة على المؤسسات الصحية والتعليمية مما تسبب في توقف التعليم العام والعالي في غالبية مناطق السودان.
وأكد ميرغني أن ميلشيا الدعم السريع لا يملك قراره فهو متنازع بين عدة محاور داخلية وخارجية ويعاني من صعوبة اتخاذ القرار.
وفي المقابل أكد السياسي السوداني أن مصر منذ اليوم الأول للحرب لعبت دورا في الوساطة وتقديم المبادرة وكانت اول مبادرة من مصر مع جمهورية جنوب السودان وحاليا مصر عضو اساسي في مفاوضات سويسرا وتقدم العون الانساني للسودان من دواء وغذاء وغيرهما.
من جهته قال السياسي السوداني كمال كرار إن التصريحات الرسمية الصادرة عن الجيش شحيحة بشان معركة الخرطوم وربما كانت مقصودة لعدم التأثير علي سير المعركة على الأرض ولكن مما سمعنا فقوات الجيش عبرت كوبري الحلفايا الي مناطق الحلفاية والكدرو وكانت قبلا تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع.
وتابع في تصريحات خاصة لـ'الدستور' 'في الخرطوم فالمعلومات متضاربة عما اذا كانت قوات الجيش قد بسطت سيطرتها علي منطقة المقرن ام لا وعموما لا احد يتأكد مما يجري لعدم وجود مراسلين حربيين يعتد بهم ويمكن القول انه بعد فترة طويلة من عدم الاشتباكات المباشرة بين الجيش والدعم في الخرطوم الان عادت هذه الاشتباكات'.
وأوضح كمال كرار أن عودة النازحين غير مرتبطة بالجيش او السيطرة العسكرية بل تعتمد علي توفير مقومات الحياة فالعاصمة بلا كهرباء ولا مياه ولا مرافق صحية او تعليمية وانتشرت الاوبئة الفتاكة وتهدمت الجسور والطرق وصارت العاصمة مدينة أشباح بسبب الحرب ولهذا فإن عودة سكان العاصمة قد تطول اضافة ايضا لمخاطر طرق العودة وهي ايضا مناطق اشتباكات كذلك التحدي الكبير هو ما بعد الحرب والعالم لا يساعد على الاعمار كما رأينا في معظم الدول التي شهدت حروبا.
وعن انتهاكات الدعم السريع أوضح كرار قائلا 'للاسف الانتهاكات جسيمة لا تقتصر علي التدمير بل ارتكبت جرائم حرب وقتل للمدنيين واغتصاب وترويع وتقرير الامم المتحدة حمل طرفي الصراع المسؤولية.. والمهم الا يفلت المجرمون من العقاب وفي السودان هناك تاريخ طويل من الجرائم التي افلت مرتكبوها من اي محاسبة'.
وأكد أن الشعب السوداني قال كلمته العسكر للثكنات والجنجويد (الدعم السريع) ينحل ومعناها لا مليشيات ولا لتدخل الجيش في السياسة والثورة نفسها اندلعت لتاسيس دولة مدنية.
وأوضح أن الطرفان يتبادلان الاتهامات بشان التعنت ومواصلة الحرب التي اصبحت غاية في حد ذاتها وحرب بالوكالة يراد بها تحقيق اجندة سياسية عبر فوهة البندقية وللاسف لا يوجد ضغط حقيقي لاجل وقف الحرب ومعظم الشعب السوداني مع وقف الحرب ولكن هنالك من يستفيد من استمرار الحرب فاذا كانت المليشيا تحلم بحكم السودان من خلال الحرب فالاخوان ايضا يريدون الحرب لذات الهدف.
وقال كمال كرار إنه ربما تأخر الدور المصري للتدخل في أزمة السودان الي ان تمددت الحرب وطال امدها ولو تدخلت مبكرا وجمعت اطراف الحرب انذاك لكان وقف اطلاق النار ممكنا ولكن تمدد الحرب ودخول اجندات جديدة وعندما تدخلت مؤخرا كانت الامور قد خرجت عن السيطرة.


































