اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
تشير المعطيات الطبية الحديثة إلى أنّ السكتة الدماغية لم تعد مقصورة على كبار السن كما كان شائعًا، بل تصيب فئات عمرية أصغر بصورة لافتة، إذ إن توقف تدفق الدم إلى الدماغ بسبب انسداد أحد الأوعية الدموية أو انفجاره يؤدى إلى تلف سريع في الخلايا العصبية، وقد أثبتت الإحصاءات أن ما بين عشرة وخمسة عشر بالمئة من حالات السكتة الدماغية تحدث لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر وخمسين عامًا، الأمر الذى يدفع المتخصصين إلى التأكيد على ضرورة الانتباه المبكر لعوامل الخطر، وذلك وفقًا لما نشره موقع هيلث شوتس.
يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد أهم الأسباب التي ترفع احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بين الشباب رغم الاعتقاد السائد بأنه مشكلة ترتبط بكبار السن، فهو يُعرف بالقاتل الصامت لعدم ظهور أعراض مباشرة قبل وقوع الضرر، كما يؤدى ارتفاعه المتواصل إلى إضعاف الشرايين التي تغذى الدماغ، مما يمهد الطريق لحدوث الجلطات، وينصح الأطباء بمتابعة قياس الضغط بشكل منتظم، والالتزام بطعام منخفض الأملاح، وإدخال الحركة والرياضة ضمن نمط الحياة اليومي.
قد يخفى القلب بعض الاضطرابات لسنوات دون أن يلاحظها أصحابها مثل الرجفان الأذيني أو وجود ثقب لم يُغلق بعد الولادة، ورغم غياب الأعراض الواضحة إلا أن هذه الحالات قد تتسبب في تكوين جلطات تنتقل مباشرة إلى الدماغ، مما يجعل السكتة الدماغية خطرًا قائمًا حتى لدى الشباب، ويوصى الأطباء بالخضوع لفحوصات دورية تشمل تخطيط القلب وتخطيط الصدى للوقاية من المضاعفات.
توجد بعض الحالات الوراثية أو المرضية التي تجعل الجسم أكثر ميلًا لتكوين الجلطات كالخلايا المنجلية أو اضطرابات التخثر المختلفة، وهذه الجلطات يمكن أن تعيق وصول الدم إلى الدماغ مسببة السكتات، وتتضاعف الخطورة عند وجود تاريخ عائلي، ولذا يشدد المتخصصون على أهمية إجراء الفحوصات المناسبة وشرب المياه بانتظام والالتزام بالعلاج لتقليل احتمالات الخطر.
تؤثر أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب الأوعية الدموية على مرونة وسلامة مسار الدم، فهذه الأمراض تحدث التهابات قد تضيق الأوعية أو تزيد فرص انسدادها، مما يرفع احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية حتى عند الأشخاص الذين تبدو صحتهم جيدة، وينصح الخبراء بضرورة الالتزام بالعلاج ومراجعة الطبيب عند ظهور أعراض مثل الصداع أو آلام المفاصل أو الإرهاق.
ما زال تأثير بعض العدوى مثل كورونا يظهر لدى كثير من الشباب عبر التسبب في التهابات ممتدة قد تنشّط عملية تخثر الدم، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالجلطات الدماغية، ويشير الأطباء إلى أهمية طلب الاستشارة الطبية عند ملاحظة أي أعراض عصبية بعد العدوى، مع الحرص على البقاء نشيطًا لتحسين الدورة الدموية وتقليل المضاعفات المحتملة.


































