اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت جلسة مجلس الأمن، أمس الخميس، سجالًا حادًا بين ممثلي الإمارات والسودان حول الحرب الدائرة في البلاد ومسؤولية الأطراف المتحاربة عن استمرار النزاع، إذ اتهمت الإمارات القوات المسلحة السودانية بخرق الهدنة الإنسانية وعرقلة جهود وقف إطلاق النار، بينما طالبت الخرطوم المجلس الدولي بمعاقبة ممولي ميليشيا «الدعم السريع» ونزع سلاحها، متهمة إياها بارتكاب «إبادة جماعية» في مدينة الفاشر وانتهاكات واسعة بحق المدنيين.
الإمارات: الجيش والدعم السريع أقصيا نفسيهما من مستقبل السودان
أكد مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة، محمد أبو شهاب، خلال الجلسة المخصصة لبحث الوضع في السودان، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع «أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان»، داعيًا المجتمع الدولي إلى «قبول هذه الحقيقة والتوجه إلى مدنيي السودان وليس جلاديهم».
وقال أبو شهاب إن «الإمارات، وعلى مدى عامين، كانت واضحة بشأن موقفها من الطرفين، بغضّ النظر عن الأكاذيب المتكررة»، مشددًا على أن «الحرب الأهلية في السودان، المستمرة منذ أكثر من 900 يوم، ابتلعت الوطن وتفاقمت معها المعاناة الإنسانية، خصوصًا في مدينة الفاشر التي تتدهور أوضاعها يومًا بعد يوم».
وأضاف أن «الإمارات تدين الهجمات المشينة ضد المدنيين في الفاشر باعتبارها انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي»، داعيًا قوات الدعم السريع إلى «ضمان حماية المدنيين»، والمجتمع الدولي إلى «محاسبة المسؤولين عن تلك الفظائع».
وأشار أبو شهاب إلى أن «القوات المسلحة السودانية ابتعدت عن الهدنة الإنسانية، وكان يمكن تفادي هذا التصعيد»، موضحًا أن «الجيش استولى على السلطة عام 2021 بالتحالف مع قوات الدعم السريع، منهيًا مرحلة انتقالية هشة».
ولفت إلى أن «تعنّت القوات المسلحة السودانية أعاق جهود السلام وأفضى إلى الكارثة الراهنة»، مضيفًا أن «الجيش اعتمد منذ أبريل 2023 سياسة القصف العشوائي للمنازل والمدارس والأسواق، واستخدم الجوع كسلاح حرب، في حين تشير تقارير إلى استخدام أسلحة كيميائية».
وختم بالقول إن «القوات المسلحة السودانية كانت تعلم مسبقًا بمستوى العنف في الفاشر ولم تأبه، وهؤلاء هم أنفسهم من شنّوا الحرب ضد دارفور قبل عشرين عامًا، ويدّعون اليوم حماية المدنيين، وهو أمر غير مقبول».
السودان: الدعم السريع يرتكب إبادة جماعية ويستعين بمرتزقة
وفي المقابل، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، إن ميليشيات الدعم السريع «همجية وخارجة عن أسس الحضارة العصرية»، مؤكدًا أن مدينة الفاشر «باتت رمزًا جديدًا للمأساة الإنسانية التي تصنعها قوات الدعم السريع».
وأوضح إدريس أن ما يجري في الفاشر «يمثل استمرارًا لنمط ممنهج من التطهير العرقي»، مشيرًا إلى «مقتل نحو 500 مريض في المستشفى السعودي بالمدينة»، ومتهمًا قوات الدعم السريع بارتكاب «إبادة جماعية في السودان»، إذ «إما أُبيد مدنيو الفاشر أو قُتلوا خلال نزوحهم منها».
وأضاف أن «قوات الدعم السريع امتداد طبيعي لميليشيا الجنجويد، ولا شرعية لها، وتستمد قوتها من ذهب دارفور المنهوب»، مؤكدًا أنها «تستفيد من غياب الردع الدولي وتستعين بمرتزقة من دول الجوار وأمريكا اللاتينية، وتستخدم تجويع المدنيين سلاحًا».
وتساءل المندوب السوداني: «أين مجلس الأمن من انتهاكات الدعم السريع؟»، مؤكدًا التزام حكومة السودان بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، مشيرًا إلى تعاونها مع الأمم المتحدة في جميع الهدن والقرارات، في حين «لا تؤمن ميليشيا الدعم السريع بالسلام».
وطالب إدريس مجلس الأمن بـ«إلزام قوات الدعم السريع بالخروج من مدينة الفاشر وتصنيفها منظمة إرهابية»، داعيًا إلى «معاقبة ممولي وداعمي الميليشيا وتنفيذ جميع القرارات ذات الصلة، والعمل على نزع سلاحها فورًا»، مؤكدًا أن «أي تفاوض مستقبلي لن يتم قبل تحقيق ذلك».







 
  
  
  
  
  
  
  
  
 
































 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 