اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
قال الدكتور محمد العزبي، أستاذ العلاقات الدولية، إن ما يحدث في سوريا حاليًا لا يمكن قراءته بمعزل عن المشروع الصهيوني طويل الأمد، القائم على تفكيك الدول القومية في الإقليم وتحويلها إلى كيانات طائفية صغيرة، تخدم فكرة 'إسرائيل الكبرى' أو ما يُعرف بمخطط 'الشرق الأوسط الجديد'.
وأوضح العزبي خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن تنظيم 'هيئة تحرير الشام' بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي يسيطر على إدلب وأجزاء من شمال سوريا، ليس إلا مرحلة انتقالية لإعادة تشكيل المشهد السوري، تمهيدًا لفرض واقع جديد على الأرض، يفضي إلى تقسيم سوريا بشكل فعلي. وأشار إلى أن 'الجولاني' لم يكن سوى أداة مرحلية، وظيفتها إضعاف الدولة المركزية وتشويه البدائل السياسية، لتبرير أي سيناريو مستقبلي يشرعن تقسيم البلاد.
وأضاف العزبي أن بشار الأسد، رغم استعادة جزء من شرعيته الدولية بدعم من روسيا وإيران، يُهيَّأ تدريجيًا لحكم ما يسمى بـ'الدولة العلوية'، وهي منطقة الساحل السوري، ككيان منفصل بحكم الواقع، ما يعني أن سوريا كما عرفناها ما قبل 2011 لم تعد موجودة على مستوى الجغرافيا السياسية.
وأشار إلى أن مخطط الدولة العلوية ليس جديدًا، بل طُرح لأول مرة في أربعينيات القرن الماضي، ويُعاد الآن إحياؤه من خلال إعادة توزيع النفوذ العسكري والعرقي والطائفي داخل سوريا.
وأضاف: 'النظام السوري يدير تحالفات متعددة، لكنه يعلم تمامًا أنه لا يملك سلطة مركزية على كامل الأرض السورية، وأن القوى الدولية تهيئ الداخل السوري لسيناريو التقسيم الناعم'.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن ما يحدث في سوريا يمثل تجسيدًا حيًا لنظرية التفتيت الجيوسياسي، والتي بدأت تطبقها قوى كبرى عبر أدوات محلية وإقليمية، دون الحاجة لتدخل مباشر.
وقال إن الدور الإيراني من جهة، والروسي من جهة أخرى، يأتي في إطار 'إدارة الصراع' لا 'إنهائه'، بما يخدم مصالح أمن إسرائيل.
وفي ختام تصريحاته، أكد العزبي أن استمرار غياب موقف عربي موحد يُسهل على القوى الكبرى تمرير هذه المشاريع، مشددًا على أن ما يجري في سوريا والعراق ولبنان هو تجسيد لمراحل متقدمة من مشروع التقسيم الذي يستهدف المنطقة بأسرها.