اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
في خطاب مؤثر بمناسبة يوبيل العاملين في مجال العدالة، حث قداسة البابا لاوُن الرابع عشر بابا الفاتيكان العاملين في الحقل القضائي على الارتقاء فوق مجرد تطبيق القانون.
وأكد أن العدالة الحقيقية تتجاوز الإجراءات الشكلية، لتصبح فضيلة سامية، وسعيًا حثيثًا لتحقيق الانسجام في العلاقات الإنسانية، وضمانة لكرامة كل فرد، خصوصًا الفئات الأكثر ضعفًا وتهميشًا.
وأشار إلى أن العدالة لا يمكن اختزالها في تطبيق القانون، أو في عمل القضاة وحدهم، بل هي أعمق من ذلك بكثير، فهي تتطلب 'إعطاء كل ذي حق حقه'، ومحبة العدل، وكراهية الإثم، لكن حتى هذه المفاهيم لا ترضي ذلك الشوق العميق للعدل الموجود في كل إنسان، والذي هو الأداة الأساسية، لبناء الصالح العام في أي مجتمع.
وشدد قداسة البابا على أهمية قيم أساسية مثل: الغفران، والمصالحة، حاثًا على إصلاح الشر لا مجرد معاقبته، وعلى ضرورة النظر بعمق إلى مصلحة الأفراد والمجتمع ككل.
وذكّر بأمثلة من الإنجيل تجسد هذا المفهوم، مثل: قصة الأجير الذي عمل ساعة واحدة، وحصل على نفس أجر من عمل طوال اليوم، أو قصة الابن الضال الذي عاد إلى أبيه بعد طول غياب.
كذلك، لم ينسَ الأب الأقدس أن يذكر الذين يعانون من 'الجوع والعطش إلى العدالة' في عالم اليوم، حيث الظروف المعيشية غير عادلة ولا إنسانية، مشيرًا إلى أن العدالة الحقيقية تتطلب المساواة في الفرص، لا مجرد المساواة الشكلية أمام القانون.
واختتم قداسة البابا لاون الرابع عشر بالدعوة إلى التمسك بالقيم الأساسية التي تقوم عليها المجتمعات، وإلى العمل على حماية الحياة البشرية منذ بدايتها، واحترام الضمير الذي تنبع منه الحريات. هذه القيم هي التي تجعل العدالة محورًا أساسيًا في حياة الأفراد، والمجتمعات.