اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
أجاب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، على سؤال تلقّاه حول مشروعية اختيار جنس الجنين، مؤكدًا أن الأمر من حيث الأصل يرتبط بقدرة الله وحده ولا يدخل في نطاق تحكم البشر، مهما بلغ التقدم العلمي.
وأوضح لاشين، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أن خلق الذكر والأنثى قائم على إرادة الله تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: 'وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى'، مبينًا أن مسألة الخلق لا تخضع لقدرة الإنسان، مصداقًا لقول الله عز وجل: 'إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابًا ولو اجتمعوا له'، وقوله أيضًا: 'أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون'.
وفيما يخص حكم إجراء عمليات طبية للتحكم في نوع الجنين، أشار لاشين إلى أن العلماء المعاصرين انقسموا إلى ثلاثة آراء: الأول يجيز، والثاني يمنع، والثالث يتوقف دون ترجيح. إلا أن الرأي الذي يميل إليه – بحسب تعبيره – هو القول بالمنع.
وساق أستاذ الفقه عددًا من الأدلة التي تدعم هذا الرأي، أبرزها مبدأ سد الذرائع، محذرًا من أن فتح هذا الباب قد يؤدي إلى فوضى يصعب ضبطها، خاصة وأن أهواء الناس ورغباتهم في تفضيل الذكور أو الإناث تختلف من بيئة لأخرى.
كما اعتبر أن التدخل العلمي لتحديد نوع الجنين يُعد نوعًا من تغيير خلق الله، وليس فقط خلق شيء جديد، بل توجيه ما خلقه الله إلى غير ما أراد له، مشيرًا إلى أن سنة الله في خلق البشر تشمل من يُرزق بالذكور فقط، أو الإناث فقط، أو الاثنين، ومن يُبتلى بالعقم لحكمة إلهية، لقوله تعالى:
'يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا، ويجعل من يشاء عقيما'.
وأكد لاشين أن التحكم في نوع الجنين عبر التلاعب بالمني لا يخل فقط بمشيئة الله، بل يُمكن أن يؤدي إلى اختلاط الأنساب ووقوع مفاسد اجتماعية خطيرة، كما أنه يتعارض مع اختصاص الله المطلق بمعرفة ما في الأرحام، استنادًا إلى قوله تعالى:
'إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام'.