اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت العاصمة اليونانية أثينا تظاهرات حاشدة تحوّلت إلى مواجهات عنيفة أمام السفارة الإسرائيلية، في مشهدٍ عبّر عن تصاعد الغضب الشعبي تجاه الحرب المستمرة في غزة.
آلاف المتظاهرين خرجوا من ساحة 'سينتاجما' متجهين نحو مقر السفارة شمال العاصمة، مردّدين هتافات تطالب بوقف الإبادة ورفع الحصار عن غزة، بينما رفعوا الأعلام الفلسطينية وأحرقوا العلمين الإسرائيلي والأمريكي في رمزية واضحة لرفضهم السياسات الغربية الداعمة لإسرائيل.
وأفادت الصحف اليونانية بأن هذه المظاهرات هي الأضخم منذ بداية الحرب، حيث أشارت صحيفة كاثيميريني إلى أن الأحداث تزامنت مع تصريحات مثيرة أدلى بها السفير الإسرائيلي في أثينا نوم كاتز، الذي انتقد ما وصفه بالكتابات المعادية للسامية على جدران المدينة، قائلًا إنها تسيء للسياح الإسرائيليين.
غير أن عمدة أثينا هاريس دوكاس ردّ بقوة، قائلًا: 'من المؤسف أن يركّز السفير على الكتابات في حين تُرتكب إبادة غير مسبوقة في غزة.' وأضافت الصحيفة أن الردّ لاقى تأييدًا واسعًا داخل الأوساط الأكاديمية والبلدية في اليونان.
أما صحيفة إثنوس فأكدت أن التوتر بين المتظاهرين والشرطة تصاعد عندما حاولت مجموعات شبابية اختراق الطوق الأمني المفروض حول السفارة، مما دفع الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود. كما أشارت إلى اعتقال عدد من المحتجين بعد إصابة عناصر من الشرطة خلال الاشتباكات.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة تا نيا عن منظمات نقابية مشاركة في الاحتجاج أن هذه المظاهرات تأتي ضمن 'حركة تضامن أوروبية متنامية' تهدف إلى فضح ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع حقوق الإنسان، معتبرة أن ما يحدث في غزة 'وصمة عار أخلاقية على جبين العالم المتحضر'.
من جانبها، ركّزت صحيفة أفغي المقربة من التيار اليساري على الطابع الشعبي العفوي للمظاهرات، مشيرة إلى مشاركة آلاف الطلبة والنقابات العمالية ومنظمات حقوق الإنسان، التي أكدت أن 'الشارع اليوناني لن يصمت أمام مشاهد قتل الأطفال والنساء في غزة'.
كما انتقدت الصحيفة بشدة ما وصفته بالانحياز الغربي الواضح لإسرائيل معتبرة أن التضامن مع الفلسطينيين 'جزء من تاريخ النضال الإنساني في اليونان ضد الاحتلالات والظلم'.
في المقابل، تناولت صحيفة سيتي تايمز اليونانية جانبًا إنسانيًا من الحدث، إذ نقلت عن أحد المتظاهرين قوله: 'نحن هنا لندين دولة تقتل الأبرياء بلا رحمة بدعم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولن نتوقف عن التظاهر حتى يسمع العالم صوت غزة.'
وأضاف آخر: 'السكوت يعني المشاركة في الجريمة، وموقف حكومتنا لا يمثل الشعب اليوناني.'
أما صحيفة المايدن الإنجليزية فقد أشارت إلى أن الخلاف الدبلوماسي بين عمدة أثينا والسفير الإسرائيلي فتح نقاشًا واسعًا حول حرية التعبير في أوروبا، ومدى تأثير الضغوط السياسية على المواقف المحلية.
وأوضحت أن وزارة الخارجية اليونانية فتحت تحقيقًا داخليًا بعد أن نشر السفير اليوناني في لوكسمبورغ منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي يؤيد التظاهرات، معتبرة ذلك 'غير متوافق مع السياسة الرسمية للدولة'، بحسب ما نقلته صحيفة كاثيميريني.
وتؤكد تغطية معظم الصحف اليونانية أن المشهد في أثينا يعكس اتساع الفجوة بين الموقف الرسمي للحكومة اليونانية، التي تلتزم الحذر في التعامل مع إسرائيل، وبين الرأي العام الذي بات أكثر جرأة في انتقاده لسياسات الاحتلال.
وتختتم صحيفة إثنوس تقريرها بالقول إن 'التظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية لم تكن مجرد احتجاج سياسي، بل تعبير عن أزمة ضمير أوروبية متصاعدة تجاه ما يجري في غزة.'