اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ نيسان ٢٠٢٥
في اكتشاف أثري مذهل يعزز فهمنا لتاريخ مصر القديمة، كشفت بعثة أثرية مصرية عن مقبرة الأمير '“وسر-إف-رع”'، ابن الملك “أوسركاف”، مؤسس الأسرة الخامسة، في منطقة سقارة الأثرية جنوب القاهرة. إلى جانب المقبرة، التي يعود تاريخها إلى حوالي 4400 عام، عثرت البعثة على مجموعة تماثيل فريدة تصور الملك زوسر، مؤسس الأسرة الثالثة، وزوجته وبناته العشر.
هذا الاكتشاف، الذي أُعلن عنه في أبريل 2025، يُعد من أبرز الإنجازات الأثرية الحديثة، حيث يسلط الضوء على التطور الثقافي والديني لمصر خلال عصر الدولة القديمة، وفقًا لصحيفة جريك ريبورتر اليونانية.
تفاصيل الاكتشاف الأثري
أعلنت بعثة أثرية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث عن اكتشاف مقبرة الأمير “وسر-إف-رع” في 18 أبريل 2025.
المقبرة، التي تقع ضمن نطاق منطقة سقارة الأثرية، تضم عناصر معمارية وفنية استثنائية، بما في ذلك باب وهمي ضخم مصنوع من الجرانيت الوردي، وهو الأول من نوعه في المنطقة.
هذا الباب، الذي وصفه علماء الآثار بأنه 'نادر للغاية'، يعكس المهارة الفنية العالية للحضارة المصرية القديمة خلال الأسرة الخامسة (حوالي 2500-2350 قبل الميلاد).
إلى جانب المقبرة، عثرت البعثة على طاولة قرابين من الجرانيت الأحمر، يبلغ قطرها 92.5 سنتيمترًا، مزينة بنقوش تصور قوائم القرابين، بما في ذلك الطيور والحيوانات رباعية الأرجل.
كما تم العثور على تمثال من الجرانيت الأسود بارتفاع حوالي 1.35 متر في إحدى غرف المقبرة، وهو ما أشار إليه تقرير 'جريك ريبورتر' كدليل على إعادة استخدام المقبرة في فترات لاحقة من التاريخ المصري القديم. هذه الاكتشافات تؤكد أهمية المقبرة كموقع دفن ملكي ومركز للطقوس الدينية.
تماثيل زوسر: رابط بين الأسرات
أحد أبرز الاكتشافات في مقبرة ““وسر-إف-رع”” هو العثور على مجموعة تماثيل تصور الملك زوسر، زوجته، وبناته العشر، وهي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على مثل هذه المجموعة داخل مقبرة أمير من الأسرة الخامسة.
وفقًا لزاهي حواس في تصريحات نقلتها 'مالاي ميل'، كانت هذه التماثيل موجودة في الأصل في غرفة مجاورة لهرم زوسر المتدرج، أول هرم حجري في التاريخ، ثم نُقلت إلى مقبرة “وسر-إف-رع” خلال الفترة المتأخرة (حوالي 664-332 قبل الميلاد).
هذا النقل يثير تساؤلات حول الأسباب الدينية أو السياسية التي دفعت إلى إعادة توظيف هذه التماثيل في سياق جديد.
وتُظهر التماثيل، التي وصفتها مجلة 'هيريتيج ديلي' بأنها 'مجموعة فنية استثنائية'، تفاصيل دقيقة تعكس مكانة زوسر كمؤسس الأسرة الثالثة (حوالي 2686-2613 قبل الميلاد) وأحد أعظم ملوك الدولة القديمة.
وجود كارتوش للملك نفريركارع، أحد ملوك الأسرة الخامسة، في المقبرة يشير إلى أنها ربما أُعيد استخدامها لدفن شخصيات أخرى في فترات لاحقة، مما يعزز فكرة أن سقارة كانت مركزًا ديناميكيًا لإعادة التفسير الثقافي عبر العصور.
أهمية المقبرة في سياق جبانة سقارة الأوسع
تُعد منطقة سقارة، التي تقع على بعد حوالي 25 ميلًا جنوب غرب القاهرة، واحدة من أهم المواقع الأثرية في مصر، حيث تضم ناووسًا يعود إلى الأسرة الأولى (القرن 31-29 قبل الميلاد) وصولًا إلى العصور اللاحقة.
تضم المقبرة غرفًا متعددة، مما يشير إلى تعقيد تصميمها وأهميتها كموقع دفن ملكي. الدراسات الأولية تشير إلى أن التماثيل والباب الوهمي الوردي يعكسان مستوى عالٍ من الفن والحرفية، مما يعزز مكانة سقارة كمركز للابتكار المعماري والفني في مصر القديمة.