اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
في ظل بيئة إقليمية تتسم بتعقيدات أمنية متزايدة، شدّد وزير الخارجية التركي هكان فيدان على أن التهديدات الراهنة في الشرق الأوسط تفرض على الدول الكبرى في المنطقة، وفي مقدمتها تركيا ومصر والسعودية، تعزيز التعاون في القضايا الأمنية، مع إيلاء أهمية خاصة لمجال الصناعات الدفاعية.
فيدان أوضح أن التطورات المتسارعة، بدءًا من الأزمة الفلسطينية وتداعياتها وصولًا إلى التوترات في البحر الأحمر والبحر المتوسط، تجعل من التعاون الدفاعي خيارًا استراتيجيًا لا بديل عنه.
وقال في تصريحات نُقلت عبر وسائل إعلام تركية ودولية إن “تحديات اليوم لا تواجه دولة بمفردها، بل تتجاوز الحدود وتستدعي بناء شراكات راسخة قائمة على الثقة والمصالح المتبادلة”.
تأتي هذه الدعوة بعد مرحلة من التقارب السياسي والدبلوماسي بين أنقرة والقاهرة، حيث بدأت الأخيرة إبداء اهتمام ببرنامج الطائرة المقاتلة التركية KAAN، وهو ما يعكس رغبة متزايدة في شراكات صناعية دفاعية متقدمة.
ماكرون: تفعيل آلية الزناد ضد إيران قرار لا رجعة فيهوزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا: ملتزمون بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي
وفي السياق ذاته، شهدت العلاقات السعودية التركية خطوات عملية، تمثلت في توقيع مذكرات تفاهم بين وزارة الدفاع السعودية وشركات تركية متخصصة في الصناعات الدفاعية، بهدف تطوير الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا وتعزيز التدريب العسكري المشترك.
تسعى الدول الثلاث من خلال هذا التعاون إلى تحقيق جملة من الأهداف؛ أبرزها تعزيز القدرات الدفاعية الذاتية، وتقليل الاعتماد على السلاح المستورد، إضافة إلى رفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي لمواجهة التحديات العابرة للحدود مثل الإرهاب والقرصنة وتهديدات الأمن البحري.
كما يُتوقع أن يسهم التعاون في فتح أسواق جديدة أمام الصناعات الدفاعية المحلية، وتحفيز البحث العلمي والتطوير في المجال العسكري.
غير أن هذه التطلعات تواجه عقبات متعددة، أبرزها الإرث التاريخي من الخلافات السياسية بين أنقرة والقاهرة، إلى جانب الضغوط الدولية التي قد تُمارس من قِبل قوى كبرى لا تنظر بعين الرضا إلى تنامي الصناعات الدفاعية الإقليمية المستقلة.
كما أن التمويل الضخم ومتطلبات التكنولوجيا المتقدمة يظلان عاملين أساسيين قد يبطئا وتيرة المشاريع المشتركة.
من المرجح أن تشهد الأشهر المقبلة خطوات ملموسة في هذا المسار، سواء عبر توقيع اتفاقيات صناعية جديدة أو من خلال انطلاق مشاريع مشتركة في تصنيع الطائرات المسيرة والأنظمة الصاروخية والمعدات البحرية.
ويبدو أن الرؤية المشتركة بين تركيا ومصر والسعودية تتجه نحو بناء منظومة أمنية إقليمية أكثر استقلالية، بما ينسجم مع الرؤى الوطنية مثل رؤية السعودية 2030 وجهود مصر في تنويع مصادر القوة، إلى جانب الطموح التركي في أن تكون لاعبًا رئيسيًا في صناعة السلاح عالميًا.