التمرد يفقد أراضيه بشكل سريع.. هل اقترب مشهد نهاية الأزمة السودانية؟ (خاص)

قال المحلل السياسي السوداني الهندي عز الدين، إن تحرير ولاية الجزيرة وحاضرتها مدينة 'مدني' بمثابة نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023، مشيرا الى ان سيطرة الجيش على هذه الولاية وطرد مليشيا الدعم السريع، يمثل انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا في معركة كانت قد شكلت تحديًا بالغًا للسلطات السودانية.

وأوضح “عز الدين” في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، ان ولاية الجزيرة بما تتمتع به من موقع جغرافي حيوي وموارد زراعية ضخمة، هي بمثابة قلب الاقتصاد السوداني، حيث تضم أكبر مشروع زراعي مروي في العالم، وبالتالي فإن تحريرها يعني تقويضًا كبيرًا لقدرة التمرد على التمويل وإدارة الأراضي الزراعية التي كانت تحت سيطرته.

وأضاف: 'الجيش السوداني بعد سلسلة الانتصارات المتتالية، يواصل تحريره للعديد من المناطق، فبعد انسحابه من مدينة 'أم روابة' في ولاية شمال كردفان، ثم تحرير مدينة 'ود بندة' في غرب كردفان، وتواصل القوات المسلحة السودانية هجماتها الناجحة ضد تمرد الدعم السريع في مناطق متعددة، كان آخرها في ولاية شمال دارفور. هذه الانتصارات تمثل ضغطًا متزايدًا على التمرد الذي أصبح في حالة انهيار سريع، ما يجعل اليد العليا للجيش السوداني واضحة في مجمل ساحة المعركة.

واشار “عز الدين” إلى أن التركيز الآن، منصب على تحرير ما تبقى من مناطق وسط الخرطوم، مع توجيه الأنظار بعد ذلك إلى ولايات دارفور التي تعد المرحلة المقبلة من المعركة العسكرية.. هذه التحركات تكشف عن استعداد الجيش السوداني للانتقال إلى مرحلة استعادة السيطرة الكاملة على الأراضي السودانية، وتؤكد أن نهاية التمرد باتت قريبة.

وفي السياق، يواصل مجلسا السيادة والوزراء بقيادة الرئيس عبدالفتاح البرهان التحضير لإجراء تعديلات دستورية هامة، تهدف إلى إعداد البلاد لمرحلة ما بعد الحرب. هذه التعديلات من المتوقع أن تشمل تعيين رئيس وزراء جديد سيكون مسؤولًا عن إدارة مرحلة إعادة إعمار البلاد، والتي ستمثل التحدي الأكبر أمام الحكومة السودانية في إطار سعيها لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

إعادة إعمار السودان

فيما أكد أن إعادة إعمار السودان لا تقتصر على البنية التحتية، بل تتعدى ذلك إلى بناء مؤسسات دولة قوية، وحكومة قادرة على معالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي خلفتها الحرب. فالتحديات التي يواجهها السودان بعد سنوات من النزاع تحتاج إلى حلول جذرية وشاملة، ما يجعل من عملية إعادة البناء أكثر أهمية من أي وقت مضى.