الأميركيون يواصلون مراوغة القاهرة

القاهرة | في وقت كانت فيه القاهرة تترقّب طرح إدارة جو بايدن تصوّراً جديداً بشأن وقف إطلاق النار «المؤقت» في غزة، بات واضحاً لديها أن أي خطوة لن تُتخذ في هذا الاتجاه قبل نهاية الأسبوع، بحسب ما أبلغ به مسؤولون أميركيون نظراءهم المصريين خلال اليومين الماضيين. وأرجع الأميركيون التأخر في تقديم المقترح إلى الظرف «الطارئ» الذي ولّدته الإقالة المفاجئة لوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، وطلبوا بعض الوقت لصياغة مقترح «قابل للتنفيذ».

وفي غضون ذلك، بدأت القاهرة التنسيق لاجتماع كبير ستعقده الشهر المقبل، عنوانه «تقوية الدور الإغاثي» في قطاع غزة، بعد قرار الحظر الإسرائيلي بحق «الأونروا»، وسط تواصل المصريين مع أطراف أوروبية عدة من بينها باريس ولندن، للوصول إلى تصورات محددة في هذا الشأن. لكنّ مصدراً مصرياً يقول، في حديثه إلى «الأخبار»، إن «حالة الارتباك التي تشهدها الساحة الأوروبية بعد فوز دونالد ترامب، ومخاوف قادة الاتحاد من سياسة الأخير، باتت تشغل هؤلاء عن قضية غزة ولبنان»، الأمر الذي أثار «قلق» القاهرة. ويعتبر المصدر أنه «من دون الوصول إلى آليات ضغط حقيقية على الأطراف الدولية لتقوم بدورها بالضغط على تل أبيب، ستكون الاتصالات الجارية هي والعدم سواء».

وعلى رغم ما تقدّم، تجري مصر اتصالات مكثفة مع الأميركيين من أجل الدفع نحو تحرك حقيقي لتحسين الوضع الإنساني في غزة، في ظلّ اعتقادها بأن واشنطن «قد تتخذ إجراءات بشأن تقييد المساعدات العسكرية الإسرائيلية»، بحسب ما وعد به وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في وقت سابق، وبأن هذا الأمر قد يكون ممكناً في حال الوصول إلى تفاهمات إقليمية بمشاركة أطراف عربية أخرى. وفي هذا الإطار، وإذ يتواصل التنسيق للقمة العربية - الإسلامية المقررة في الرياض الإثنين المقبل، فإن الاجتماع الوزاري المقرر غداً الأحد لترتيب القمة، سيشمل استعراض النقاط التفصيلية التي جرى الانتهاء منها في المرصد القانوني لتوثيق الجرائم الإسرائيلية، وذلك من أجل إقامة دعاوى مستقبلية في المحاكم الدولية ضد المسؤولين الإسرائيليين. لكنّ المسؤولين المصريين لا يتوقعون أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة، بخلاف تقديم التصورات السابقة نفسها، والتي ترغب السعودية في إعادة طرحها، وعنوانها الاعتراف الإسرائيلي بالدولة الفلسطينية، في مقابل اعتراف المملكة وعدد من الدول العربية بإسرائيل.