اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
تحقيق استقصائي: صراع خفي يهدد استقرار الحكومة السورية الجديدة
سلطت صحيفة آراب ويكلي اللندنية الضوء على تحقيق استقصائي أجرته وكالة رويترز، كشف عن صراع داخلي مكلف يهدد استقرار الحكومة السورية الجديدة بقيادة رئيس الفترة الانتقالية أحمد الشرع.
يدور الصراع بين شخصيتين بارزتين في النظام السابق، هما اللواء كمال حسن، رئيس المخابرات العسكرية السابق، والملياردير رامي مخلوف، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، اللذين يقيمان في المنفى بموسكو.
ويعمل الاثنان على تمويل وتجهيز عشرات الآلاف من المقاتلين، غالبهم من الطائفة العلوية، بهدف إشعال انتفاضات مسلحة في المناطق الساحلية السورية ولبنان، سعيًا لاستعادة نفوذهما بعد سقوط النظام في ديسمبر الماضي.
سباق تسليح وتمويل
يشير التقرير إلى أن كلًا من حسن ومخلوف يسعى لتوسيع نفوذه من خلال تجهيز قوات ضخمة، حيث يزعم حسن السيطرة على نحو 12 ألف مقاتل، بينما يدعي مخلوف السيطرة على 54 ألفًا من المقاتلين، بينهم 18 ألف ضابط منظمين في 80 كتيبة ومجموعة حول المدن الرئيسية.
وبلغ إنفاق مخلوف على الرواتب نحو 6 ملايين دولار، بينما أنفق حسن نحو 1.5 مليون دولار منذ مارس.
ويختلف الدافع وراء هذا التمويل بين الرجلين:
كمال حسن يسعى لفرض رؤاه الطموحة على الساحل عبر جمعية خيرية تحمل اسم 'تنمية غرب سوريا'، ويستخدم خبراء سابقين في المخابرات لتنفيذ هجمات إلكترونية ضد الحكومة الجديدة.
رامي مخلوف يقدم نفسه كـ'مسياني' مكلف بمهمة دينية لدعم العلويين، مستندًا إلى نبوءات شيعية حول معركة 'هرمجدون'.
وقد فرّ من دمشق ليلة سقوطها ويعاني من قيود سيولة مالية بسبب تجميد أصوله.
غرف عمليات سرية ورغبة في الانتقام
كشفت التحقيقات عن وجود 14 غرفة قيادة تحت الأرض ومخازن أسلحة أنشئت قرب نهاية حكم الأسد، بهدف دعم القوات الموالية إذا انهار النظام.
وأكد محافظ طرطوس، أحمد الشامي، أن هذه المراكز ما زالت قائمة لكنها 'أُضعفت بشكل كبير' ولا تشكل خطرًا كبيرًا حاليًا.
على الأرض، يعتمد المقاتلون غالبًا على الأموال المقدمة من الطرفين، حيث يتقاضى معظمهم مبالغ زهيدة لا تتجاوز 30 دولارًا شهريًا، وسط ظروف اقتصادية صعبة في المجتمع العلوي.
استراتيجية الحكومة الجديدة
لمواجهة هذا التهديد، تعتمد الحكومة على خالد الأحمد، علوي بارز وصديق طفولة للرئيس الشرع، الذي يسعى لبناء الثقة داخل المجتمع العلوي من خلال التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل، في محاولة لإقناع السكان بأن مستقبلهم في سوريا الجديدة وليس في صراعات النفوذ القديمة.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت السلطات اعتقال خلية ممولة من مخلوف كانت تخطط لاغتيال صحفيين وناشطين في الساحل السوري.
موقف موسكو والدعم الدولي
أظهرت روسيا عدم رغبتها في دعم حسن ومخلوف، مفضلة الحفاظ على علاقاتها مع الحكومة الجديدة وتأمين قواعدها العسكرية في الساحل. زيارة الرئيس الشرع لموسكو في أكتوبر كانت رسالة واضحة للمتمردين العلويين: 'لا أحد في الخارج سيأتي لإنقاذهم'.
مع ذلك، ما زالت المخاوف قائمة من أن يؤدي هذا التنافس حتى لو كان محدودًا إلى تجدد العنف الطائفي في سوريا، وسط هشاشة الوضع الأمني والسياسي بعد سقوط النظام السابق.


































