اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
في مشهد حمل رمزية ودلالة لافتة خلال مراسم توقيع اتفاقيات استراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإهداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلمًا فخمًا من طراز 'مونت بلانك 149' استخدمه لتوقيع الاتفاقيات. الهدية التي بدت بسيطة في ظاهرها، حملت رسائل عميقة، وتحوّلت إلى مادة دسمة للنقاش على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
القلم الذي تلقّاه ترامب لا يشبه أقلامه المعتادة. فالرئيس الأمريكي معروف باستخدامه الدائم لقلم 'شاربي' الأسود ذي الرأس العريض، والذي بات جزءًا من صورته الرسمية، لكن هذه المرة حمل الهدية لمسة دبلوماسية ذات طابع راقٍ، إذ يُعتبر 'مونت بلانك 149' من أفخم أنواع أقلام الحبر، ويُستخدم عادة من قبل القادة والدبلوماسيين في لحظات التوقيع الرسمية.
ورغم أن ترامب لوّح بالقلم أمام الكاميرات بابتسامة، ووضعه في جيبه بعد لحظات، فإن هذه الحركة أثارت موجة واسعة من التفاعلات على وسائل التواصل. حيث علّق البعض ساخرين بأن 'القلم أغلى من بعض الصفقات'، بينما ذهب آخرون إلى التساؤل إن كان ترامب سيضيف علامة 'مونت بلانك' إلى قائمة علاماته التجارية المفضّلة.
بعيدًا عن القلم، تسببت هدية أخرى من قطر في إثارة ضجة أكبر بكثير طائرة نفاثة تقدر قيمتها بنحو 400 مليون دولار، تحدث ترامب عن نية القوات الجوية الأمريكية قبولها من قطر. ووفقًا لتحقيق نشره موقع 'أكسيوس'، فإن هذه الهدية ستكون أكبر بـ100 مرة من قيمة جميع الهدايا الرسمية المقدمة للرؤساء الأمريكيين من دول أجنبية منذ عام 2001.
وبالعودة إلى سجل الهدايا الرئاسية، أظهرت بيانات وزارة الخارجية الأمريكية أن مجموع الهدايا المقدمة للرؤساء الأمريكيين من حكومات أجنبية بين عامي 2001 و2023 بلغ نحو 3.8 مليون دولار فقط. من بينها كانت أغلى هدية مسجّلة هي منحوتة برونزية على شكل حصانين قدمتها السعودية للرئيس الأسبق باراك أوباما، وتُقدّر قيمتها بـ500 ألف دولار.
كما شملت الهدايا عبر العقود طيفًا متنوعًا من العناصر من الكتب والألماس إلى الحيوانات الأليفة، مثل الجرو الذي تلقاه جورج دبليو بوش من رئيس بلغاريا، والفيلا الصغيرة التي أصبحت منزلًا دائمًا لبعض الحيوانات في حديقة الحيوانات الوطنية الأمريكية بعد أن أُهديت للرئيسين أيزنهاور وريغان.
وفي سياق العلاقات الخليجية الأمريكية، جاءت زيارة ترامب إلى دول الخليج والتي شملت السعودية وقطر والإمارات لتثمر عن نتائج مذهلة على المستوى الاقتصادي. فقد أسفرت عن التزامات استثمارية وصفقات واتفاقات بقيمة 3.2 تريليون دولار توزعت كالتالي:
الإمارات: 1.4 تريليون دولار
قطر: 1.2 تريليون دولار
السعودية: 600 مليار دولار
هذه الأرقام تسلط الضوء على عمق المصالح الاستراتيجية والاقتصادية التي تربط دول الخليج بالولايات المتحدة، وتُفسر جزءًا من الحفاوة والهدايا التي تصاحب هذه العلاقات.
ما بدا في البداية مجرد لقطة بروتوكولية لافتة، تحوّل إلى مرآة تعكس تعقيدات السياسة والدبلوماسية والهدايا التي لا تخلو من رسائل خفية. فسواء كان الحديث عن قلم فاخر أو طائرة بمئات الملايين، فإن خلف كل هدية دبلوماسية حكاية، وبين سطور كل توقيع مصالح واستراتيجيات تتجاوز الورق والحبر.