اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥
تستمر ظاهرة الهجرة غير الشرعية في إحداث مأساة حقيقية للمجتمعات العربية، حيث يلجأ عدد كبير من الشباب إلى طرق غير قانونية للوصول إلى أوروبا، طامحين في حياة أفضل وفرص عمل، متجاهلين المخاطر الجسيمة التي تنطوي عليها هذه الرحلات البحرية عبر البحر المتوسط.
وتشهد هذه الظاهرة وفاة المئات سنويًا بسبب الغرق أو الاستغلال من قبل شبكات الهجرة غير الشرعية، مما يستدعي تكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من هذه الظاهرة وحماية أرواح المواطنين.
في أحدث مأساة، أسفر حادث غرق مركب للهجرة غير الشرعية جنوب جزيرة كريت باليونان عن مصرع وفقدان 27 مصرياً من الشباب وصغار السن، إلى جانب 5 أشخاص من جنسيات أخرى. وصرّح السفير عمر عامر، سفير جمهورية مصر العربية لدى اليونان، بأن السفارة تتابع على مدار الساعة وبالتنسيق مع السلطات اليونانية تداعيات الحادث الأليم، مؤكداً خالص العزاء والمواساة لأسر وعائلات الضحايا.
وأضاف السفير أن السفارة على تواصل مستمر مع أهالي الضحايا والمفقودين للرد على استفساراتهم وإطلاعهم على آخر المستجدات، موضحًا أنه تم تحديد هوية 14 مواطناً مصرياً، وجارٍ إعادة جثمانين إلى مصر، فيما لا يزال 13 شخصًا في عداد المفقودين.
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أوضحت فيه أن المركب انطلق من إحدى الدول المجاورة إلى اليونان في 7 ديسمبر الجاري، وكان على متنه 34 مهاجراً غير شرعي من جنسيات مختلفة، بينهم 14 مواطناً مصرياً لقوا حتفهم.
وكلف وزير الخارجية بدر عبد العاطي بسرعة التواصل مع السلطات اليونانية لترتيب شحن الجثامين التي تم انتشالها بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، حيث تواصلت السفارة المصرية في أثينا مع أسر الضحايا لترتيب نقل الجثامين إلى أرض الوطن.
وجددت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج مناشداتها للمواطنين بعدم الانجرار وراء عصابات الهجرة غير الشرعية حفاظًا على أرواحهم، وكذلك اتباع الطرق القانونية لدخول الدول الأجنبية من خلال تأشيرات رسمية لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.
كما أعلنت السفارة المصرية في اليونان عن أسماء الضحايا المصريين، الذين ينتمون إلى محافظتي الشرقية والمنيا، في خطوة لتوفير معلومات دقيقة لأسرهم ومتابعة إجراءات نقل الجثامين.
وشهدت قريتا تلبانة وكفر عبدالله عزيزة، التابعتان لمركز ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، حالة من الحزن والترقب لوصول جثامين 9 من أبنائها ضحايا الحادث، وسط جهود رسمية مكثفة لإنهاء إجراءات التعرف على الضحايا وتسليم الجثامين لأسرهم.
وفي شمال المنيا، أعلن عدد من أهالي مركز مطاى أسماء ثلاثة من الضحايا، بعد فقدان الاتصال بهم أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وهم:
يُذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث شهد شهر يوليو الماضي غرق قارب للهجرة غير الشرعية قبالة سواحل ليبيا، مما أودى بحياة 13 مواطنًا مصريًا كانوا في طريقهم إلى اليونان، مما يعكس خطورة الظاهرة وضرورة التصدي لها بالوعي والتحذير المستمر من مخاطر الهجرة غير الشرعية.
وتؤكد السفارة المصرية في اليونان أنها تواصل على مدار الساعة مع السلطات اليونانية متابعة تداعيات الحادث، وتعمل على إعادة الجثامين إلى القاهرة على نفقة الدولة، في حين لا يزال 13 شخصًا من الضحايا في عداد المفقودين، وسط استمرار عمليات البحث والإنقاذ من قبل السلطات المختصة.
وقال والد الطفل، محمد شحتة، إنه علم بالخبر بعد يومين فقط من الحادث من خلال المندوب المسؤول عن متابعة سفر أبناء المحافظة، موضحًا أن يوسف كان يبلغ نحو 15 عامًا.
وأضاف والد الطفل في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن يوسف كان الأكبر بين ثلاثة أشقاء، وأن العائلة كانت تمر بضائقة مالية شديدة، ما دفعه لاقتراض مبالغ كبيرة لتغطية تكاليف الرحلة التي أصر ابنه على خوضها، رغم رفضه.
ولفت إلى أن يوسف غادر مع 29 شخصًا آخرين مطلع نوفمبر، قبل أن تنقطع أخباره، وتلقى الأب لاحقًا اتصالًا يطالبه بإرسال أموال إضافية عبر تطبيق مالي بسبب نقص الطعام والماء في مكان مجهول بمدينة طبرق شرق ليبيا.
وأشار إلى أن الرحلات كانت تُدار بواسطة شخص يُدعى 'أبو وعد'، مؤكدًا أن نجله اعتبر الهجرة غير الشرعية حلًا للخروج من ضيق الحال بعد فصله من العمل في مصانع الغزل والنسيج.


































