اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تحدث الدكتور هشام عبد العزيز، أحد علماء وزارة الأوقاف، عن مفهوم الضمير باعتباره قلب الإنسان الحي الذي يوجهه نحو الصواب.
وأوضح خلال لقاء تلفزيوني أن النفس بطبيعتها أمارة بالسوء، فهي كثيرًا ما ترفض الاعتراف بالخطأ أو تقديم الاعتذار عند الوقوع فيه.
وأشار عبد العزيز إلى أن حقوق العباد لا تسقط بمجرد التوبة أو الاستغفار، بل إن على الإنسان أن يعيد الحق لأهله ويقدم الاعتذار إذا أساء إلى غيره، مؤكدًا أن الاعتراف بالخطأ خلق كريم، وأن الإنسان المتواضع هو من يملك الشجاعة للاعتذار والاعتراف بتقصيره.
ولفت إلى أن الإنسان قد يبتلى بالكذب والكبرياء، فيظن أنه قوي بينما هو في الحقيقة أضعف المخلوقات، مبينًا أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن في تواضعه وصفاء ضميره، لا في غروره أو تعنته.
واستشهد عبد العزيز بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي بين فيه حال المفلس يوم القيامة، حيث قال: 'أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار'.
من جانبه قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العلماء قالوا ان الحياء من الحياة، وعلى حسب حياة القلب تكون قوة خلق الحياء. وقلة الحياء من موت القلب والروح. وأولى الحياء: الحياء من الله، والحياء منه أن لا يراك حيث نهاك. ويكون ذلك عن معرفة ومراقبة.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان الجنيد رحمه الله قال: 'الحياء رؤية الآلاء، ورؤية التقصير، فيتولد بينهما حالة تُسمى: الحياء'.
وقال ابن القيم: ومن كلام الحكماء: 'أحيوا الحياء بمجالسة من يُستحيا منه، وعمارة القلب بالهيبة والحياء؛ فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير'.
وقد يقال: إن الحياء يمنع صاحبه عن إنكار المنكر.
فالمراد من الحياء في الأحاديث: الحياء الشرعي، أما الحياء الذي ينشأ عنه ترك بعض ما يجب فليس حياءً شرعيًا، بل هو عجز ومهانة، وإنما يُطلق عليه الحياء لمشابهته الحياء الشرعي. فإذا كان الحياء العُرفي يمنع صاحبه من التعلُّم فهو حياء مذموم، ولا يكون هو المطلوب من المسلم.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: {جاءت أم سُليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا رأت الماء }. [رواه البخاري]
وكذلك الحياء من مواجهة الظلمة والفساق وزجرهم، وترك الجهر بالمعروف والنهي عن المنكر، حياء ليس بحياء، وإنما هو عجز ومهانة. وتسميته حياءً من إطلاق بعض أهل العرف، أطلقوه مجازًا لمشابهته الصورية للحياء الشرعي.