خبير: السد الإثيوبي سوف يفشل في تحقيق النتائج المرجوة من بنائه

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية أن سد النهضة الاثيوبي لن يحقق النتائج المرجوة التي تروج لها الحكومة الإثيوبية.

وقال شراقي في مداخلة مع برنامج 'حوار الخميس' المذاع على قناة 'الحدث اليوم': 'رئيس الوزراء الإثيوبي يريد أن يوضح لشعبه أن سد النهضة مشروع كبير وضخم وأنه سيغير الحياة في إثيوبيا، حتى أنه قال إن إثيوبيا بعد سد النهضة ليست كما كانت قبله وقدّم وعودًا بأن السد سيحل جميع مشاكل إثيوبيا من كهرباء وعائد اقتصادي وثروة سمكية، إلى درجة أنه ذكر أن الذهب الذي كان يذهب مع المياه والطمي إلى مصر أصبح الآن محجوزًا خلف السد، وكأن الشعب عليه أن يترقب ثروات قادمة'.

وأضاف: 'كل هذا مجرد وعود؛ فأنا أرى أن يوم الإعلان عن الانتهاء من سد النهضة سيكون يومًا سيئًا على رئيس الوزراء الإثيوبي نفسه، لأن الشعب الإثيوبي طوال السنوات السابقة كان ينتظر الفوائد من السد ولم يحصل على شيء حتى الآن'.

وتابع: 'البحيرة موجودة منذ نحو ست سنوات، وهناك توربينات كان يفترض أن تعمل منذ عام 2022، ومع ذلك لم يشعر المواطن الإثيوبي بأي فائدة كانت الحجة أن السد لم يكتمل بعد، لكن يوم إعلان الانتهاء منه بنسبة 100% وحتى يوم الافتتاح، لن تصل هذه المنافع إلى المواطن الإثيوبي، وحينها سيدرك الناس أنه لا توجد فوائد حقيقية، وقد ينقلب الشعب على رئيس وزرائه لذلك كان من مصلحته أن يمد في فترة العمل بالسد أطول وقت ممكن'.

وأوضح: 'الشعب الإثيوبي بحاجة إلى مياه للشرب بعد انتهاء موسم الأمطار، لكن سد النهضة يقع أسفل الجبال الإثيوبية بالقرب من الحدود السودانية، بينما يعيش الإثيوبيون فوق الجبال، وبالتالي لن تعود المياه إلى الأعلى'.

وأكمل: 'إثيوبيا نفسها دولة فقيرة تُعد من بين أفقر 20 دولة في العالم، وهي تحتاج إلى استثمار زراعي حول السد، لكن طبيعة الأرض جبلية ولا توجد أراضٍ صالحة للزراعة بالري من مياه السد، وربما فقط بالزراعة المطرية، أي أن مياه السد لا تصلح لا للشرب ولا للزراعة'.

وذكر: 'أما الكهرباء، فإذا كان أبي أحمد يقول إن العائد مليار دولار سنويًا، فهذا يعني أن الكهرباء كلها ستباع للدول المجاورة، ولن يحصل المواطن الإثيوبي على شيء منها، رغم أن هناك 70 مليون مواطن يعيشون بلا كهرباء'.

واختتم: 'حتى في مجلس الأمن، المندوب الإثيوبي قال إن السد يُقام لإخراج الإثيوبيين من الظلام، لكن الواقع أن الحكومة تخطط منذ البداية لتصدير الكهرباء للخارج، لأن إثيوبيا لا تملك شبكة لنقل الكهرباء إلى الداخل'.