اخبار مصر
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ٢ أذار ٢٠٢٤
يحتضن العود حتى تظن أنه أصبح جزءا من جسده، تداعب أنامله الأوتار ينطلق معاها لحنا عذبا يندمج بصوته العميق، ويعود الموسيقار الكبير إلى الفتى صاحب الـ15 عاما الجالس تحت تكعيبة العنب في حديقة منزله بحي حدائق القبة، قبل أن يفوق من نشوته ويجد المارة في الشارع مجتمعين خلف أسوار الحديقة يستمعون إلى وحيه الموسيقي، هو الفتى حلمي بكر الذي سيصبح اسمه بعد سنوات علامة مسجلة في تاريخ الموسيقى العربية كواحد من أهم الملحنين، وسيرحل بعد 86 عاما قدم خلالها ما يتجاوز الـ1500 لحن.
لم يكن يعلم الأب عيد محمد بكر أن حب الموسيقى سيكون ضمن الجينات التى سيورثها لأبناءه التسعة، وأكبرهم حلمي بكر الذى تسللت الموسيقى إليه منذ كان طفلا حيث أجاد العزف على العود في سنوات عمره الأولى، وداخل المنزل المزدحم بالأبناء كانت الساعات التى تسكن الضجيج المستمر حين يقوم الأب العاشق للفن بالعزف على الناى الذى كان يهواه منذ الطفولة أو حين يشغل أسطونات الغناء الشرقي أو الأوبرالي، وبدأت علامات النبوغ والتفرد تظهر على حلمي، الذى قرر أن يبدأ في الدراسة الأكاديمية للفن حتى يثقل موهبته الإلهية من خلال التحاق بالمعهد العالي للموسيقى العربية.
ولعب بكر دورا هاما في المشهد الفني لسنوات طويلة فكان له الفضل في اكتشاف عدد من النجوم الجدد وقدمهم على الساحة من بينهم صابر الرباعي وأصالة، كما شغل منصب رئيس لجنة الاستماع في الإذاعة المصرية.