اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشهد إسرائيل أزمة أمنية غير مسبوقة بعد الكشف عن سلسلة من قضايا التجسس المرتبطة بإيران، والتي وصلت إلى حد اختراق إحدى أكبر قواعد سلاح الجو الإسرائيلي.
ووفقًا لتقارير صحفية إيرانية ودولية، فإن وزير الاستخبارات الإيراني حجة الإسلام سيد إسماعيل خطيب أعلن أن إسرائيل تمر بما وصفه بـ'وباء الاختراق'، حيث اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية بوجود ثغرات أمنية خطيرة أدت إلى اعتقال ضباط وجنود متهمين بنقل معلومات حساسة إلى طهران، وفقًا لصحيفة طهران تايمز.
تصريحات الوزير الإيراني
خلال زيارة ميدانية إلى محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، أكد خطيب أن النظام الصهيوني اعترف علنًا بوجود خروقات أمنية عميقة، من بينها اعتقال ضابط في سلاح الجو بتهمة نقل وثائق مرتبطة بالبرنامج النووي ومواد عسكرية سرية إلى إيران.
وأضاف أن هذه التطورات تعكس 'قدرة وقوة الأمة الإيرانية ومؤسساتها العسكرية والاستخباراتية والأمنية'.
وأوضح أن المواجهة التي استمرت ١٢ يومًا بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل كشفت هشاشة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وأدت إلى تراجع مكانة النظام وسمعته دوليًا.
خلفية الحرب الأخيرة
في الثالث عشر من يونيو ٢٠٢٥، شنّت إسرائيل هجومًا مفاجئًا على الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت ١٢ يومًا وأسفرت عن مقتل أكثر من ألف إيراني، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون ومدنيون.
الولايات المتحدة شاركت في الحرب عبر قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بزعم منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ادعاء لم يقدم أي دليل عليه. هذه الحرب شكلت نقطة تحول في الصراع، وأظهرت أن إسرائيل تواجه تحديات أمنية داخلية غير مسبوقة.
اختراق القواعد العسكرية
بعد اعتقال الضابط، ذكرت القناة الإسرائيلية ١٥ أن إيران تمكنت من اختراق بعض أكثر المنشآت العسكرية حساسية، بما في ذلك قاعدة حتسريم الجوية، وهي واحدة من أكبر قواعد سلاح الجو الإسرائيلي. القناة ١٤ وصفت حجم الاختراق بأنه 'مذهل وغير قابل للتصديق'، فيما أكد مراسلها العسكري حليل بيتون روزين أن وتيرة اعتقال الإسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران غير مسبوقة.
وقال: 'عدد المعتقلين بتهمة التجسس لصالح إيران مذهل ويعكس خطورة الوضع. نحن أمام ظاهرة خطيرة ويجب فرض عقوبات صارمة لوقفها'.
قضايا تجسس متتالية
صحيفة 'واي نت' الإسرائيلية ذكرت أن رافائيل ريوفيني، البالغ من العمر ٢٢ عامًا من بئر السبع، وُجهت إليه تهم بالتواصل مع عميل إيراني عبر تطبيق 'تلغرام' وتقديم معلومات عسكرية حساسة مقابل المال، منها تقديرات للأفراد وإجراءات الطوارئ وتفاصيل عن قاعدته العسكرية، مع تعهد بإبلاغ الإيرانيين إذا انتقلت القاعدة إلى حالة الاستعداد للحرب.
قناة 'آي ٢٤ نيوز' أفادت أن شمعون أزارزار، البالغ من العمر ٢٧ عامًا من كريات يام، اتُهم بإجراء اتصالات طويلة مع عملاء إيرانيين ونقل صور وإحداثيات لمواقع حساسة، واستغلال صديقته التي تعمل كاحتياط في الجيش للحصول على معلومات عن منشآت سلاح الجو.
وفي قضية أخرى من نوفمبر، اعتُقل يوسف عين إلي، البالغ من العمر ٢٣ عامًا من طبريا، بعد تلقيه آلاف الشواكل لجمع معلومات عن فنادق وجنود وضباط كبار لصالح إيران، وذلك في تحقيق مشترك بين جهاز الشاباك ووحدة لاهف ٤٣٣.
كنز استخباراتي
أكد الوزير الإيراني خطيب أن بلاده حصلت على 'كنز استخباراتي' من داخل إسرائيل، يشمل ملايين الصفحات من الوثائق المتعلقة بمشاريع الأسلحة النووية، والبرامج المشتركة مع الولايات المتحدة ودول أوروبية، والبنية الداخلية للمؤسسات النووية الإسرائيلية.
وأشار إلى أن بعض العاملين داخل المؤسسات الإسرائيلية، إضافة إلى مدنيين عاديين، تعاونوا مع الاستخبارات الإيرانية بدوافع مالية أو نتيجة استياء من رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضافت طهران تايمز أن تعدد قضايا التجسس داخل إسرائيل أصبح أقوى من أن قدرة وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية على التعتيم والتكتم، وفقا بأسلوب الدولة اليهودية المعتاد في هذا الصدد، كما أكدت الصحيفة أن ما يجري اليوم يمثل طوفان تجسس يزلزل إسرائيل، إذ لم يعد الأمر مجرد حادث فردي، بل سلسلة من الاختراقات التي تكشف عن ثغرات أمنية عميقة داخل أهم مؤسساتها العسكرية.
هذه التطورات قد تعيد رسم ملامح الصراع الاستخباراتي في المنطقة، وتؤكد أن الحرب بين إسرائيل وإيران لم تعد تقتصر على الميدان العسكري التقليدي، بل امتدت إلى قلب الأجهزة الأمنية والاستخباراتية.


































