اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تسلم النائب محمد أبو العينين جائزة 'القيادة البرلمانية العالمية المتميزة'، من المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية، تقديراً لجهوده البرلمانية والدولية، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها هذه الجائزة، حيث تسلم “مطرقتين” رمزيتين تعبيراً عن دوره البرلماني الوطني كوكيل لمجلس النواب المصري، ودوره الدولي كرئيس للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وجاء ذلك خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في أعمال المؤتمر السنوي الثالث والثلاثين لصنّاع السياسات العرب والأمريكيين، الذي ينظمه المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية، في إطار الدور الفاعل لقيادات المجتمع المدني المصري وتأثيرهم في المحافل الدولية.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد النائب محمد أبو العينين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال قمة شرم الشيخ، وضع مجموعة من المبادئ الأساسية التي يجب أن تظل أساسًا لأي اتفاق سلام مستقبلي في المنطقة. وأضاف أن هذه المبادئ ليست مجرد مطالب، بل هي الإطار الجوهري لتحقيق العدالة وحل الصراع بصورة شاملة ومستدامة.
وفي سياق متصل، أشار أبو العينين إلى الدعم الكبير الذي قدمه الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي لجهود السلام، مشددًا على أن هذا الدعم يعكس الدور المحوري لأوروبا في تعزيز الاستقرار وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وعلى الحاجة إلى تعاون دولي منسق لدفع عملية السلام إلى الأمام.
وتابع أبو العينين قائلاً إن الرئيس السيسي وجّه في 28 أغسطس خطابًا مهمًا إلى العالم، دعا خلاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لعب دور حاسم في إطلاق عملية سلام شاملة، نظرًا لقدرة الولايات المتحدة على التأثير في مسار الصراع وتحملها مسؤولية تاريخية في تحقيق السلام. وأكد أن واشنطن يجب أن تعمل مع الشركاء الدوليين من أجل حل دائم يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
كما أوضح أبو العينين أن مؤتمر شرم الشيخ الأخير شكّل نقطة تحول في مسار السلام، بعدما اجتمع ممثلون من 30 دولة للتوافق حول وقف الحرب وضمان دخول المساعدات الإنسانية والانطلاق نحو عملية سياسية ذات مصداقية. وقال إن المؤتمر مثّل فرصة لتوحيد الجهود الدولية وإعادة التأكيد على الالتزام بتحقيق السلام.
وانتقل أبو العينين للحديث عن القيم الإنسانية والأخلاقية، مؤكدًا أن تعاليم الأديان تُعلي من قيمة النفس البشرية، مستشهداً بقول الله تعالى: 'من يقتل نفسًا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعًا'، مضيفًا أن السعي للسلام يجب أن يكون هدفًا مشتركًا لكل شعوب المنطقة.
وفي إطار رؤيته للوضع الإقليمي، أشار أبو العينين إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الشرق الأوسط اليوم، مستشهدًا بالرؤية الشاملة التي قدمها الأمير تركي الفيصل حول تطورات المنطقة. وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تحولات خطيرة شملت الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، والتوترات على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية، والأوضاع المأساوية في سوريا واليمن، بجانب الأزمات في السودان وليبيا.
وقال أبو العينين إن التدخلات الخارجية التي تستهدف إضعاف الدول العربية وتقويض وحدتها وزرع الفتن بين شعوبها باتت من أكبر المخاطر التي تواجه المنطقة.
وتناول أبو العينين الوضع في غزة، مؤكدًا أن ما شهدته القطاع خلال العامين الماضيين يمثل واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في العصر الحديث. وأضاف أن معالجة الأزمة تستوجب العودة لجذور الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، فبعد 80 عامًا من الاحتلال والسياسات التوسعية، أصبح من الضروري الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، مشددًا على أن التدمير والقتل والترحيل القسري لا يمكن أن يشكل حلاً مقبولاً.
وفيما يخص الوضع في السودان، وجّه أبو العينين نداءً عاجلاً إلى الإدارة الأميركية والرئيس ترامب، مطالبًا بتدخل فوري لإنهاء الحرب وحقن الدماء. وقال إن السودان يمتلك أهمية استراتيجية كبيرة، ما يستوجب تحركًا دوليًا عاجلاً لوقف القتال وتفعيل دور الوساطة الفعّال لضمان وقف إطلاق النار. وشدد على أن الحل النهائي للأزمة لن يتحقق إلا بالتعاون بين الأطراف الإقليمية والدولية لمنع التصعيد وضمان استقرار البلاد.
واختتم أبو العينين بالتأكيد على أن دوره كنائب في البرلمان ورئيس للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط يفرض عليه الحرص الدائم على الحوار وتشكيل رؤية مشتركة وتقييم الحاضر والتفكير في أفضل السبل لصناعة مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.


































