اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
تسعى مصر إلى بناء أسطول من الطائرات المسيّرة القتالية ردًا على ما تعتبره سلوكًا عدائيًا من جانب إسرائيل، وقد وجدت في الصين الشريك المناسب لتحقيق هذا الهدف. فبحسب مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، فإن القاهرة تنظر إلى التعاون مع بكين باعتباره جزءًا من ثورة عسكرية جديدة تهدف إلى ردع إسرائيل، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تراجعًا واضحًا في النفوذ الأمريكي وتناميًا لدور خصوم واشنطن.
وتشير المجلة إلى أن مصر لم تكتفِ بشراء الطائرات المسيّرة من الخارج، بل اتجهت إلى توطين صناعتها عبر شراكة مع شركة نورينكو الصينية، حيث يجري العمل على إنتاج نسخة مصرية من الطائرة ASN‑209 تحت اسم 'حمزة‑2'. نحو 85% من عمليات الإنتاج ستتم داخل مصانع الهيئة العربية للتصنيع، ما يمنح القاهرة فرصة لاكتساب خبرة تقنية وصناعية واسعة، ويتيح لبكين في المقابل فتح سوق جديدة في المنطقة. هذا التعاون يعكس تحوّلًا استراتيجيًا، إذ لم تعد مصر تعتمد فقط على الدعم الغربي، بل بدأت تنوّع مصادر تسليحها لتشمل الصين وروسيا.
وتوضح المجلة أن الطائرة 'حمزة‑2' تُصنّف كطائرة استطلاع وضربات دقيقة متوسطة الارتفاع، بمدى يصل إلى نحو 1500 كيلومتر وسرعة قصوى تقارب 200 كيلومتر في الساعة. تصميمها يعتمد على محرك بسيط من نوع piston engine، ما يمنحها قدرة على التحليق لفترات طويلة، ويجعلها مناسبة لمهام المراقبة والضربات الدقيقة. هذه المواصفات تمنح الجيش المصري أداة جديدة لتعزيز قدراته في الردع والمراقبة، وتفتح الباب أمام تطوير منظومة مسيّرات متكاملة قادرة على العمل في بيئات قتالية معقدة.
وترى القاهرة أن هذا المشروع جزء من بناء قوة عربية مشتركة، إذ دعت مصر في أكثر من مناسبة إلى إنشاء قوة ردع سريعة للمنطقة، ليس لمواجهة إيران كما أرادت واشنطن، بل لاحتواء إسرائيل. ورغم أن هذا المشروع الإقليمي تعثر بسبب الخلافات بين القاهرة والرياض حول القيادة العسكرية، فإن مصر اختارت المضي قدمًا منفردة عبر تعزيز قدراتها الذاتية، مستفيدة من الدعم الصيني والروسي.
وتربط المجلة هذا التحرك مباشرة بالحرب في غزة، حيث تتهم القاهرة إسرائيل بمحاولة دفع سكان القطاع إلى النزوح نحو سيناء، وهو ما تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. لذلك، فإن بناء أسطول مسيّرات قتالية يمثل بالنسبة لمصر وسيلة ردع استراتيجية، ورسالة واضحة بأن أي محاولة لفرض واقع جديد على حدودها ستواجه برد عسكري متطور.
وأوضح تحليل ناشيونال إنترست أن التعاون المصري الصيني في مجال الطائرات المسيّرة لا يقتصر على البعد العسكري، بل يعكس إعادة تشكيل لموازين القوى في الشرق الأوسط. الصين تستغل الفرصة لتوسيع نفوذها في المنطقة، ومصر تسعى إلى تعزيز استقلالها العسكري في مواجهة إسرائيل، فيما تقف الولايات المتحدة عاجزة عن إدراك حجم التحولات الجارية. هذا المشروع يضع القاهرة في قلب معادلة جديدة، حيث تصبح التكنولوجيا العسكرية أداة لإعادة رسم خرائط النفوذ بين الشرق والغرب.


































