اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
بينما تبدأ القاهرة اليوم في استضافة اجتماعات تضم وفدين من إسرائيل وآخر من حماس في مدينة شرم الشيخ، في إطار بحث آلية لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، يقول مراقبون إن عقبات كثيرة وملفات صعبة وتفاصيل كثيرة، تهدد تحقيق النقطة الأولى من مقترح الـ20 بندًا.
وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، قال إن خطة الرئيس الأميركي ترامب بها ثغرات كثيرة لابد من سدها، كما أن آلية التنفيذ بخصوص أمن القطاع ومستقبلة تحتاج إلى مزيد من التشاور والدراسة.
كما يقول وزير الخارجية بدر عبدالعاطي إن القاهرة تبحث عن توفير الظروف الميدانية لإطلاق سراح جميع الرهائن، وهناك زخم إقليمي ودولي للوصول إلى ذلك، فيما زعمت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية، حسبما نقلت صحيفة الشرق الأوسط أن حركة حماس لديها اعتراضات، ولإسرائيل خطوط حمراء، ويقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو نحن على أعتاب إنجاز كبير لم يحسم لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس بما يضمن لنا بقاءنا في غزة.
وفق عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، فإن هناك كثير من النقاط التي تحتاج إلى توضيح ومن بينها إطلاق سراح جميع الرهائن'.
العقبة الأولى
وبالنسبة إلى بند إطلاق سراح جميع الرهائن، الأحياء والجثامين، خلال 72 ساعة، فالمشكلة في هذا البند مركبة، فمدة الثلاثة أيام ليست كافية لتستطيع الفصائل الفلسطينية الوصول إلى جميع المحتجزين الذين تخفيهم في مناطق متفرقة في أنحاء القطاع.
وكذلك أيضًا، لا تريد حماس التفريط بجميع الرهائن مرة واحدة، إذ يعدون ورقة مساومة في يدها، وتتخوف من تسليم كرتها الرابحة لإسرائيل وبعد ذلك تتنصل تل أبيب من بقية مراحل إنهاء الحرب وتعود إلى القتال بشراسة مرة أخرى، من دون أن تكمل تنفيذ خطة ترمب للسلام.
الباحث السياسي فتحي صباح، يقول لصحيفة الشرق الأوسط، 'أوعز نتنياهو لجيشه بالاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة وهي إطلاق سراح الرهائن، ولم يصدر تعليمات لتنفيذ مقترح ترامب للسلام، هذه التعليمات تثير شكوك حماس بأن تل أبيب تريد المحتجزين فقط وهذا ما يعنيها من كل الاتفاق، وبعد ذلك ستكون مخادعة.
يضيف: 'هناك احتمالان متوقعان بعد إطلاق سراح المحتجزين، الأول أن يصدق ترامب ونتنياهو ويستكملا تنفيذ بنود الخطة، مما يعكس حينها رغبة وجدية في إنهاء الحرب، والثاني أن تكون الخطة خدعة متفقًا عليها تمامًا كخدعة الهدنة السابقة وبعدها يستأنف نتنياهو الإبادة.
يوضح صباح أن حماس الآن تبحث عن ضمانات تحققها بنفسها، لتتأكد من وقف الحرب بعد تسليم الرهائن، مثل أن تحتفظ بثلاثة جنود من الرهائن حتى إتمام الاتفاق، أو أن تحصل على تعهدات دولية لضمان إنهاء الحرب بعد إطلاق سراح المحتجزين.
لكن إذاعة إسرائيل الرسمية نقلت عن البيت الأبيض أن ترامب يريد التمسك بخطته الأصلية، ولن يربط عملية الإفراج عن الرهائن والأسرى بأي بند آخر من بنود الاتفاق، وهذا قد يعرقل محاولة حماس ربط الإفراج عن المحتجزين بنهاية الحرب.
في السياق، يقول عضو المكتب السياسي لـ'حماس' موسى أبو مرزوق إن هذا المطلب مستحيل وهو ما يناقشه وفد التفاوض مع الوفد الإسرائيلي، والمقصود بالمستحيل هنا المدة الزمنية.
العقبة الثانية
ومقابل أن تفرج حماس عن جميع الرهائن، فإنه يجب على إسرائيل إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا من الفئة المحكوم عليها بالمؤبدات العالية، ومن المحتمل أن تضع تل أبيب 'فيتو' على أسماء كثير من أسرى هذا الصنف.
وفق الصحيفة نفسها، يقول الباحث في شؤون إدارة المفاوضات سليم الدسوقي قد تطلب حماس إطلاق سراح مروان البرغوثي وأحمد سعادات وغيرهما من القيادات الفلسطينية التي ترفض إسرائيل خروجها من السجن، وهذا قد يصعب المفاوضات كثيرًا ويعرقلها. ومن المؤكد أن حماس ستدرج أسماء قياداتها في السجون الإسرائيلية، ولكن الإفراج عنها سيكون ضمن نص في خطة ترامب للسلام، بأن تقبل هذه القيادات بالسلام أو النفي خارج الأراضي الفلسطينية.
بحسب المعلومات الواردة لـ'اندبندنت عربية' فإن فريق التفاوض الإسرائيلي عمل على إعداد قوائم الأسرى الفلسطينيين المسموح إطلاق سراحهم من ذوي المحكوميات العالية ويخطط لعرضها على وفد 'حماس' غدًا الإثنين.
العقبة الثالثة
وفي حال تم تجاوز كل هذه العقبات، فإن خرائط الانسحاب تشكل مشكلة أخرى، لذلك تدخل فريق البيت الأبيض وأعد خريطة نشرها ترامب وقال إن إسرائيل وافقت عليها، وأضاف عندما توافق عليها حماس سيكون وقف إطلاق النار ساريًا على الفور، وسيبدأ تبادل الأسرى مما يمهد الطريق للمرحلة التالية من انسحاب إسرائيل من القطاع.
لكن تقارير تحدثت عن أن إسرائيل ترفض ترفض الانسحاب من ثلاث مناطق بينها محور فيلادلفيا، وهو الأمر الذي ترفضه القاهرة جملة وتفصيلا لكونه يعد انتهاكا لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
في خريطة ترامب مطلوب من إسرائيل الانسحاب من مناطق محددة وليس من كل أرجاء القطاع، ولكن 'حماس' تسعى إلى دفع الخطوط الإسرائيلية إلى الوراء أكثر، ويعرف نتنياهو أن ذلك قد يحدث، لذلك قال ستفرج حماس عن جميع رهائننا، وستعيد قواتنا انتشارها بطريقة تمكن الجيش من مواصلة الاحتفاظ بجميع المناطق الخاضعة لسيطرته في عمق القطاع'.
إلى ذلك، قال مصدر من حركة حماس إن الحركة بدأت في تجميع جثث الإسرائيليين، وطلبت عبر مصر وقف القصف الجوي في مناطق محددة لإتمام المهمة، موضحًا أن تسليم الرهائن الأحياء سيكون على مرحلة واحدة، فيما سيستغرق تسليم الجثث بعض الوقت، مع وجود مرونة أميركية في هذا الشأن.
وأضاف المصدر أن الحركة تلقت ضمانات أميركية عبر قطر تقضي بانسحاب إسرائيلي دائم من قطاع غزة، مؤكدًا أن حماس وافقت على تسليم السلاح لهيئة فلسطينية–مصرية بإشراف دولي، وأبلغت الولايات المتحدة بموافقتها على ذلك.
كما أشار المصدر إلى أن خروج قيادات الحركة من القطاع مرهون بقرار منهم، وأن هناك ضمانات أميركية بعدم المساس بهم، مضيفًا أن حماس زودت الوسطاء بقائمة الجثث والرهائن لعرضها على إسرائيل، التي تعرف تمامًا عددهم.
وأوضح أن المفاوضات ستكون سريعة ومكثفة، وأن من مصلحة الحركة تنفيذ البنود بسرعة، لكنه اتهم إسرائيل بعرقلة خطة ترامب من خلال استمرار القصف والتدمير، مشددًا على أن حماس ملتزمة بوقف القتال ولن تنجر إلى مصيدة إسرائيل.
ولم تحدد خطة ترامب جدولًا زمنيًا دقيقًا أو طريقًا واضحًا للانسحاب، لكنها نصت على أن القوات الإسرائيلية ستنسحب إلى خط متفق عليه لتسهيل عملية إطلاق سراح الأسرى، وستُعلّق جميع العمليات العسكرية إلى حين استيفاء شروط الانسحاب الكامل والتدريجي.