اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
فجرت مذكرات كامالا هاريس بعنوان '107 أيام' انقسامات جديدة داخل الحزب الديمقراطي، وكشفت عن صراعات داخلية وتجاذبات سياسية تهدد وحدة الحزب قبيل انتخابات 2028، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وأصدرت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس كتابها الجديد بعنوان '107 أيام'، والذي يوثق تجربتها السياسية خلال المرحلة الانتقالية التي أعقبت انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024. الكتاب، الذي يقع في 320 صفحة، لم يكن مجرد سرد شخصي، بل حمل انتقادات صريحة لقيادات بارزة داخل الحزب الديمقراطي، ما أدى إلى تصاعد التوترات والانقسامات داخل صفوفه.
وبحسب صحيفة 'واشنطن بوست'، فإن المذكرات تتضمن مشاهد من كواليس الحملة الانتخابية، وتكشف عن خلافات داخلية حول إدارة المرحلة الانتقالية، خاصة ما يتعلق بترشيح نائب للرئيس.
هاريس تطرقت إلى ما وصفته بـ'الإرهاق السياسي' الذي واجهته بسبب ضغوط من داخل الحزب، ووجهت انتقادات مباشرة لبعض الشخصيات التي كانت جزءًا من إدارة بايدن، معتبرة أنهم 'أرهقوها ببنود سياسية صعبة'.
الكتاب أثار جدلًا واسعًا داخل الحزب الديمقراطي، خاصة بعد أن وصفت هاريس حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو بأنه 'مفرط الطموح والثقة بالنفس'، ما دفعه للرد علنًا، معتبرًا التوصيف 'سخيفًا'، ومذكّرًا بأنها لم تعترض سابقًا على ترشح بايدن رغم مشاكله الصحية.
هذا التراشق الإعلامي بين شخصيتين بارزتين في الحزب يعكس عمق الانقسام الداخلي، ويطرح تساؤلات حول قدرة الحزب على توحيد صفوفه قبل الانتخابات المقبلة.
ونقل موقع 'سكاي نيوز' نقلت عن مصادر داخل الحزب أن المنافسة على ترشيح نائب لهاريس في حال ترشحها للرئاسة عام 2028 وصلت إلى مرحلة حرجة، حيث ضغطت الأجنحة المعتدلة والتقدمية لترشيح شخصيات مختلفة، وسط تسريبات لمذكرات داخلية تناقش نقاط ضعف المرشحين المحتملين.
من جهة أخرى، تناولت هاريس في مذكراتها تعامل إدارة بايدن مع أزمة غزة في أكتوبر 2023، ووصفت الرد الأمريكي بأنه 'متأخر ومربك'، مشيرة إلى أن ذلك أثّر سلبًا على حملتها الانتخابية، خاصة في أوساط الناخبين الشباب والليبراليين.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الكتاب أن هاريس شعرت بأن الإدارة تجاهلت تحذيراتها بشأن تداعيات الحرب على الرأي العام الأمريكي، وأنها اضطرت إلى تعديل خطابها السياسي في اللحظات الأخيرة لتفادي خسائر أكبر.
هذا البُعد الدولي في المذكرات أضاف موجة جديدة من الجدل، إذ اعتبره البعض محاولة لتبرئة الذات من مسؤولية القرارات التي اتخذتها الإدارة، بينما رأى آخرون أنه يعكس صراحة سياسية نادرة في الساحة الأمريكية، خاصة من شخصية كانت في قلب دوائر السلطة.
في ظل هذه الانقسامات، يبقى مستقبل الحزب الديمقراطي غامضًا، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، وغياب توافق داخلي حول المرشحين، والرؤية السياسية التي يجب أن يتبناها الحزب لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
فبينما يرى البعض أن هاريس تمثل تجديدًا للقيادة، يعتبر آخرون أن تجربتها السابقة ونمط إدارتها لا يؤهلانها لقيادة الحزب في مرحلة حرجة من تاريخ الولايات المتحدة.


































