اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا يزال التلفزيون، حتى اليوم، أكبر مصدر للمواد المصورة في العالم ورغم انتشار الشاشات المحمولة وتنوع المنصات التي أتاحت للناس إنتاج المحتوى ومشاهدته من أي مكان، فإن عدد المنازل التي تقتني جهاز تلفزيون يواصل الارتفاع ويبدو أن التفاعل بين وسائل البث التقليدية والحديثة يخلق فرصا جديدة لتعزيز الوعي بالقضايا الإنسانية والبيئية التي تواجه المجتمعات حول العالم.
لم يعد التلفزيون مجرد وسيلة أحادية الاتجاه لبث المحتوى فقد تحول الجهاز إلى منصة متعددة الوظائف، تتيح مشاهدة الفيديوهات، وتصفح الإنترنت، والاستماع إلى الموسيقى، وحتى التفاعل عبر تطبيقات ذكية ورغم كل التحولات الرقمية، ما يزال التلفزيون جزءا أساسيا في مشهد الإعلام اليوم.
على الرغم من صعود خدمات البث عبر الإنترنت، لا يزال التلفزيون التقليدي يحتفظ بمكانته كأداة تواصل مهمة ومع ذلك، يظهر تراجع تدريجي في عدد مشاهديه لصالح الخدمات الرقمية التي تعتمد على اتصال واسع النطاق.
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 ديسمبر 1996 يوم 21 نوفمبر يوماً عالمياً للتلفزيون، تقديراً لتأثيره المتزايد في تشكيل الرأي العام والتأثير في صنع القرار، خاصة فيما يتعلق بقضايا السلام والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ويشير هذا اليوم إلى أن الاحتفاء ليس بالتلفزيون كجهاز، بل بالفكرة التي يمثلها: الاتصال، والتأثير، والعولمة.
وفي العام نفسه، عُقد أول منتدى عالمي للتلفزيون في الأمم المتحدة، حيث اجتمع قادة المؤسسات الإعلامية لبحث دور التلفزيون في عالم سريع التغيّر، ولتعزيز التعاون الدولي في المجال الإعلامي.
بالنسبة لكثيرين، يشكل التلفزيون جزءاً من ذكريات الطفولة والعادات اليومية؛ انتظار نشرة الأخبار أو الحلقة الجديدة من مسلسل أسبوعي. وحتى اليوم، ومع تطور المنصات الرقمية، ما يزال التلفزيون يحتفظ بقدر من “الالتزام” الذي لا توفره المشاهدة حسب الطلب.
وتؤكد الأمم المتحدة أن تأثير التلفزيون على صناعة القرار والرأي العام هو ما يجعل اليوم العالمي للتلفزيون مناسبة عالمية تستحق الاحتفاء.
انبثقت فكرة التلفزيون من تجارب علمية رائدة، من بينها تجربة فيلكس بيتيرسون عام 1927 باستخدام أنبوب الكاثود، ومحاولات جون بيرد في بريطانيا لإرسال إشارات تلفزيونية عبر الأسلاك. ومع الأربعينيات والخمسينيات بدأ البث العام ينتشر، وإن اقتصر حينها على الصورة بالأبيض والأسود.
بعد الحرب العالمية الثانية، انتقلت تجارب البث الملون إلى الولايات المتحدة، لتشهد بداية الستينات أول بث رسمي بالألوان، معلنة ثورة في عالم المشاهدة التلفزيونية.
شهدت التسعينات انتشار التلفزيون الرقمي والفضائيات، ما أتاح جودة أعلى في الصوت والصورة وتنوعاً أكبر في القنوات، وأدخل الـ“ستالايت” إلى معظم البيوت حول العالم.
مع الألفية الجديدة، أصبح التلفزيون عالي الدقة معياراً جديداً، فارتفع مستوى الصورة والصوت، وبدأت منصات الإنترنت واليوتيوب والنتفليكس في تغيير عادات المشاهدة.
أخذ البث عبر الإنترنت زمام المبادرة، وظهرت منصات ضخمة غيّرت مفهوم مشاهدة التلفزيون إلى تجربة حسب الطلب.
تقدّم جودة الصورة إلى مستويات فائقة، مع دخول تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) إلى تجربة المشاهدة، ما يجعل التلفزيون أكثر اندماجاً وواقعية من أي وقت مضى.


































