اخبار مصر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشف وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، عن تعقيدات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واصفا إياها بـ'الأصعب والأكثر تعقيدا' في التنفيذ على الأرض.
وتوقع العرابي في سياق تحليل التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي تضمنت زيارة وفد حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة يوم الأحد لمتابعة تنفيذ الاتفاق، أن تكون مفاوضات المرحلة الثانية الأكثر 'شدا وجذبا' بين إسرائيل وحركة حماس مع محاولة كل طرف تثبيت مواقعه قبل جولات التفاوض المقبلة.
وأوضح العرابي في تصريحات لقناة محلية مصرية، أن حماس بدأت تشعر بإمكانية استمرار وجودها كطرف فاعل على الأرض، مشيرا إلى أن بعض الأطراف الدولية والإقليمية قد تقبل بتواجدها في منطقة محددة داخل قطاع غزة، مما يعكس تحولا في النظرة إلى الحركة كجزء من المعادلة السياسية.
ورجح وزير الخارجية المصري الأسبق أن تسمح إسرائيل بإدخال مساعدات إنسانية محدودة لتقديم نفسها كدولة 'متعاونة'، لكنه أشار إلى أن أهدافها الحقيقية تتركز على 'تدمير الأنفاق ونزع السلاح تدريجيا'، في مرحلة تتجاوز مجرد وقف إطلاق النار.
وأكد العرابي أن الولايات المتحدة لن تسمح بتوسيع العمليات العسكرية من أي طرف، مدفوعة بضغوط عربية وإسلامية أجبرتها على تعديل مواقفها مؤخرا، خاصة بعد انتقادات دولية لوقف المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأشاد العرابي بدور مصر ، التي تعمل بسرعة لتثبيت التهدئة، وتقديم المساعدات، وإنشاء مناطق إيواء للمدنيين المتضررين، مشيراً إلى أن القاهرة تظل الوسيط الأكثر تأثيراً في المفاوضات.
وواجه اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد نحو 9 أيام من بدء التنفيذ، أزمة عقب اشتباكات هي الأولى بين عناصر إسرائيلية وفلسطينية في رفح، جنوب القطاع، وسط نفي حركة حماس المشاركة بها، وإعلان إسرائيل شن غارات وتلويح باستمرار الهجمات مجدداً.
ودخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الحالي، بضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد حرب مدمرة تواصلت لأكثر من سنتين أسفرت عن مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني و1200 إسرائيلي، مع تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في القطاع.
وتتبادل الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس الاتهامات بشأن انتهاك وقف إطلاق النار منذ أيام، وأعلنت حكومة نتنياهو السبت في بيان أن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقا حتى إشعار آخر، على خلفية خلاف مع الحركة بشأن إعادة باقي رفات الرهائن الذين كان عددهم 28.
وقال مكتب الإعلام الحكومي الذي تديره حماس في غزة إن إسرائيل ارتكبت 47 انتهاكا بعد اتفاق وقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل 38 وإصابة 143، لافتا إلى أن هذه الخروقات تنوعت بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمد، واعتقال عدد من المواطنين المدنيين.
المصدر: RT