اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد عامٍ من خسارتها أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عادت كامالا هاريس إلى المشهد السياسي مُجدّدًا، مُطلقةً أقوى إشارة إلى نيتها خوض انتخابات الرئاسة عام 2028. ففي مقابلةٍ حصرية مع شبكة 'بي بي سي'، قالت نائب الرئيس السابقة بثقة: «لم أنتهِ بعد»، مؤكدةً أنّها لا تزال ترى في نفسها مستقبلًا سياسيًا وربما رئاسةً مقبلة للولايات المتحدة.
هاريس، التي تحدّثت في برنامج الأحد مع لورا كوينسبرغ، عبّرت عن قناعتها بأنّ أمريكا «ستشهد رئيسةً في البيت الأبيض خلال حياتها»، وعندما سُئلت إن كانت تلك الرئيسة قد تكون هي نفسها، أجابت بابتسامةٍ واثقة: «ربما».
بذلك، فتحت الباب رسميًا أمام احتمال عودتها إلى السباق، بعد تجربتها السابقة التي لم تتجاوز 107 أيام، وهي الفترة التي سبقت انسحاب الرئيس جو بايدن من الترشح بسبب تدهور حالته الصحية.
بين خسارة الأمس وطموح الغد
تصريحات هاريس تأتي في وقت يعيش فيه الحزب الديمقراطي أزمة هوية بعد الهزيمة القاسية أمام ترامب. أصابع الاتهام طالت بايدن لعدم تنحيه مبكرًا، فيما يرى آخرون أنّ ضعف حملة هاريس الاقتصادية وعدم تواصلها مع الطبقة العاملة ساهما في تراجعها.
وفي مذكراتها الجديدة 107 Days، وصفت هاريس تجربتها الانتخابية بـ«المؤلمة والمليئة بالدروس». وقالت إنها تابعت إعلان النتائج وهي تردد لنفسها: «يا إلهي، ماذا سيحدث لبلادنا؟».
ورغم خسارتها بفارقٍ واسع في المجمع الانتخابي، لم يتجاوز الفارق في التصويت الشعبي 2% فقط، ما جعلها تشعر أنها كانت قريبة من تحقيق إنجاز تاريخي.
هجوم مباشر على ترامب
في المقابلة، وجّهت هاريس انتقادات لاذعة للرئيس ترامب، واصفةً إياه بـ«الطاغية» الذي «يستخدم مؤسسات الدولة كسلاحٍ ضدّ خصومه». وقالت إنّ تحذيراتها السابقة من ميله إلى الفاشية ونيته تسييس مؤسسات العدالة «ثبتت صحتها بالكامل».
وأضافت: «لقد استخدم وزارة العدل كأداة انتقام سياسي، وسخّر مؤسسات الدولة لمعاقبة من يجرؤ على السخرية منه… بشرٌ لا يحتمل نكتة، ومع ذلك يظن نفسه قائد أمة حرة.»
كما انتقدت كبار رجال الأعمال الذين – على حد قولها – «انحنوا عند قدمي الطاغية»، مفضلين الولاء للسلطة على المبادئ.
وردّ البيت الأبيض على تصريحاتها بلهجةٍ ساخرة، إذ قالت المتحدثة أبيغيل جاكسون إنّ «الشعب الأمريكي قال كلمته حين خسرت هاريس بفارقٍ ساحق»، مضيفة أنّها «بدلًا من تقليب صفحات الماضي، اختارت بث شكاواها عبر الإعلام الأجنبي».
لكنّ هاريس تجاهلت الهجوم مؤكدةً أنها تتحدث من موقع المسؤولية لا المرارة، وأنّ «خدمة الناس تجري في عروقها منذ اليوم الأول».
الطريق إلى 2028.. معركة داخل الحزب
تثير عودة هاريس إلى الواجهة جدلًا داخل الحزب الديمقراطي: هل آن أوان جيلٍ جديد بعد بايدن وهاريس، أم أن الحزب بحاجة إلى وجهٍ مألوف قادرٍ على منافسة ترامب؟
يرى محللون أن تحركات هاريس الأخيرة، ولا سيما جولتها الأوروبية للترويج لكتابها، هي بمثابة حملة انتخابية مبكرة.
ويؤكد مراقبون أن عامل الوقت سيكون حاسمًا؛ فكل تأخيرٍ في إعلان نيتها الترشح يمنح المنافسين فرصة لبناء قواعد دعمٍ أقوى، فيما تحاول هي هذه المرة التريث بعد أن أضرت بها عجلة 2024.
رغم الانتقادات، تبقى هاريس رمزًا تاريخيًا كونها أول امرأة من أصول إفريقية وجنوب آسيوية تتولى منصب نائب الرئيس الأمريكي. وترى أن هذا البعد الرمزي ليس مجرد عنوانٍ سياسي، بل دليل على قدرة النساء والأقليات على بلوغ قمة السلطة.
لكن خصومها يرون أن الرمزية وحدها لا تكفي في مواجهة ترامب الذي يحتفظ بقاعدةٍ انتخابية متماسكة. أما هاريس فتصر على أن الحل يكمن في «التمسك بالقيم الديمقراطية التي تجعل أمريكا جديرة باسمها».


































