اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
اجتذبت لهجة ترامب التي غلب عليها طابع هجومي واضح للغاية اهتماما عالميا إذ تكشف في ثناياها تحولات في ميزان النفوذ العالمي للدول الغربية، وفقًا لشبكة فوكس نيوز الأمريكية.
وبالفعل، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات هجومية مباشرة خلال قمة شرم الشيخ، التي خُصصت لمناقشة مستقبل غزة بعد الحرب، حيث انتقد علنًا ما وصفه بـ'ضعف' بعض القادة الغربيين، ملمحًا إلى دورهم السلبي في إطالة أمد الصراع بين إسرائيل وحركة حماس. تجاهل ترامب الإشادة بحلفاء تقليديين مثل بريطانيا وفرنسا وكندا، وبدلًا من ذلك، وجّه شكره إلى تركيا وقطر ومصر، معتبرًا أن هذه الدول لعبت دورًا أكثر فاعلية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة، أبرزها جاء من السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكبي، الذي وصف وزيرة التعليم البريطانية بأنها 'واهمة' بعد ادعائها أن بلادها ساهمت في صياغة الاتفاق. كما وجّه ترامب انتقادًا صريحًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب مبادرته للاعتراف بدولة فلسطينية، قائلًا: 'ما يقوله لا يهم.' هذا التوتر تجلى أيضًا في المصافحة الطويلة والمحرجة التي استمرت 26 ثانية بين ترامب وماكرون، والتي اعتبرها مراقبون تجسيدًا رمزيًا للبرود السياسي بين واشنطن وباريس.
من جانبه، هاجم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بدوره دولًا مثل أستراليا وكندا وفرنسا وبريطانيا، مؤكدًا أن اعترافها بالدولة الفلسطينية يُعقّد جهود إنهاء الحرب ويُشجع حماس على التمادي. وقد صرّح المستشار السابق للأمن القومي ريتشارد جولدبرغ بأن ترامب واجه هذه الدول مباشرة، قائلًا: 'لا يهمني ما تقولونه أو تفعلونه، سأفتح أبواب الجحيم ما لم تُعاد الرهائن إلى ديارهم.' هذا التصعيد اللفظي يُعبّر عن تحول في أسلوب القيادة الأمريكية، حيث باتت واشنطن تُعيد رسم خطوط النفوذ الدولي بأسلوب أكثر صراحة وصرامة.
وفي الداخل الأمريكي، دعّم مستشارو ترامب هذا التوجه، إذ وصف ستيفن ميلر جهود الرئيس في ملف الأمن العام بأنها 'ستُسجل في التاريخ'، بينما شن الإعلامي المحافظ شون هانيتي هجومًا لاذعًا على المرشحين الديمقراطيين، واصفًا إياهم بأنهم 'مستيقظون، ومثيرون للسخرية، ويريدون إفقار ناخبيهم.' هذه التصريحات تُعزز من صورة ترامب كقائد لا يتردد في تحدي الأعراف الدبلوماسية، ويُفضل المواجهة المباشرة على المجاملات السياسية.
وفي سياق متصل، لم تكن ألمانيا بعيدة عن هذه الدائرة، بل واجهت انتقادات أمريكية حادة بسبب فرضها حظرًا على توريد قطع غيار عسكرية لإسرائيل، في وقت كانت فيه دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي تعتمد على التكنولوجيا الألمانية. اتُهم المستشار الألماني فريدريش ميرتز بمحاولة التفاخر، دون وجه حق، بإنجاز تنسبه واشنطن الى ترامب بالأساس، رغم أن حكومته زادت من دعمها المالي لوكالة الأونروا، التي وُجهت إليها اتهامات مباشرة بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر. وقد كتب رئيس تحرير موقع NIUS المحافظ، جوليان رايشلت، أن ميرتز “سحب الدعم من إسرائيل وزاد تمويله لحماس عبر الأونروا”، بينما منع تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بما يحتاجه من معدات حيوية.
هذا التوتر بين واشنطن وحلفائها الغربيين يُشير إلى تصدع في التحالفات التقليدية، ويُعيد طرح سؤال جوهري حول من يملك زمام المبادرة في الملفات الدولية الكبرى. لم تعد الولايات المتحدة تُساير شركاءها، بل باتت تُعيد تعريف دورها القيادي من خلال فرض الإرادة السياسية بالقوة، وتهميش من تعتبرهم غير فاعلين أو مترددين. هذا التحول يُعيد رسم خريطة النفوذ العالمي، ويُمهّد لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية، تتسم بالوضوح الحاد والاصطفاف الصريح، بدلًا من التوافقات التي اعتادت على عدم مغادرة المنطقة الرمادية، وهو النمط الذي ساد علاقات واشنطن مع حلفائها الغربيين على مدار عقود.