اخبار مصر
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ١٢ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- سلمى محمد- مع تصاعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الاستشارات المالية، من التخطيط للاستثمارات وإدارة الميزانيات إلى وضع استراتيجيات التقاعد، يبرز تساؤل حول مدى إمكانية الاعتماد على هذه الأدوات الرقمية في اتخاذ قرارات مالية حاسمة.
ويحذر خبراء ماليون من أن الاعتماد الكامل على أنظمة الذكاء الاصطناعي قد يغفل جوانب أساسية في عملية اتخاذ القرار، مثل الظروف الشخصية للمستثمر والأبعاد النفسية والاقتصادية الخاصة به ويُضعف المهارات التحليلية للدماغ البشري. فبرمجيات الذكاء الاصطناعي، رغم قدرتها على معالجة كميات ضخمة من البيانات وتحليل الأنماط، تفتقد إلى الحس الإنساني الذي يمكنه تقييم الأهداف الفردية والمخاطر المرتبطة بها، وفقاً لما نقلته شبكة 'سي إن بي سي'.
كما أن هذه النماذج غالباً ما تقدم حلولاً جزئية لمشكلات محددة، مثل اقتراح مزيج استثماري أو تقدير مبلغ الادخار الشهري، لكنها لا تدمج بين مختلف جوانب حياة المستثمر، ما قد يؤدي إلى خطط مالية غير متوازنة. كما تواجه هذه الأنظمة صعوبة في التكيف مع التغيرات المفاجئة في الأسواق أو الظروف الشخصية، الأمر الذي قد يعرض المستثمر لمخاطر غير متوقعة.
أظهر تقرير صادر عن شركة 'إنتيوت كريديت كارما' في سبتمبر/أيلول 2025 أن ثلثي الأمريكيين الذين جربوا أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل 'شات جي بي تي' من 'أوبن إيه آي' أو 'جيميناي' من 'جوجل'، أي نحو 66%، لجأوا إليها لطلب نصائح مالية. وترتفع هذه النسبة بشكل ملحوظ بين جيل 'زد' و'الألفية' لتصل إلى 82%، إذ يستخدمونها في مجالات متنوعة تشمل وضع الميزانيات البسيطة وصولاً إلى تخطيط الضرائب والاستثمارات المعقدة.
ومع ذلك، ترى المدافعة المالية للمستهلكين لدى 'إنتيوت كريديت كارما'، أنه لا يمكن تجاهل القيمة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي كمساعد. فهو يسهل المهام التحليلية المعقدة ويتيح الوصول إلى بيانات مالية كبيرة بسرعة ودقة، ويجعل أدوات التخطيط المالي متاحة لفئات أوسع من الجمهور، خاصة من لا يستطيعون الاستعانة بمستشار مالي بشري نتيجة التكاليف المرتفعة.
ويؤكد الخبراء أن أفضل مسار هو الجمع بين التقنية والإنسان، إذ يستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لتحليل البيانات وإعداد السيناريوهات، بينما يظل المستشار البشري هو من يتخذ القرار النهائي ويوازن بين جميع المتغيرات بما يتوافق مع أهداف المستثمر وقدرته على تحمل المخاطر.
في النهاية، تظل مسؤولية القرار المالي الاستراتيجي على المستثمر، ويجب التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي بحذر، مستفيدين من قدراتها، دون الاعتماد عليها كبديل كامل للخبرة الإنسانية.


































