اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
قال الدكتور نضال أبو زيد، الخبير الاستراتيجي، إن التصعيد العسكري الإسرائيلي في المنطقة لا يمكن فصله عن التطورات الجارية في المسار الدبلوماسي مع الجانب اللبناني، مؤكدًا أن هناك محاولات إسرائيلية للضغط على لبنان من أجل تقديم تنازلات سياسية مهمة، وأن التصعيد العسكري يُستخدم كأداة ضغط ضمن استراتيجيات أوسع تشمل المسار السياسي والدبلوماسي.
تحويل المفاوضات إلى مسار سياسي
وأشار الخبير الاستراتيجي، خلال مداخلة عبر قناة 'القاهرة الإخبارية'، إلى أن هذه التحركات ليست عشوائية، بل مرتبطة مباشرة بمفاوضات معقدة، تهدف إلى إعادة رسم موازين القوى في المنطقة، وأن إسرائيل تسعى من خلال هذا التصعيد إلى فرض شروطها في أي اتفاق محتمل، مع استغلال الوضع الراهن لتحقيق أهداف سياسية بعيدة المدى، بما في ذلك الضغط على لبنان للتخلي عن مواقف محددة في قضايا حساسة مثل سلاح حزب الله والمطالب الأمنية الإسرائيلية.
وأكد نضال أبو زيد، أن اجتماع لجنة الميكانيزم الذي عُقد مؤخرًا بحضور السفير سيمون كارا، كممثل مدني عن الجانب اللبناني، يعكس رغبة إسرائيلية وأمريكية في تحويل المفاوضات من طابعها الفني البحت إلى مسار سياسي أوسع، فضًلا عن أن مشاركة الجانب المدني اللبناني تهدف إلى إضفاء طابع سياسي على النقاشات، بعيدًا عن التفاصيل التقنية المتعلقة بالحدود البحرية أو الموارد الطبيعية.
توسيع أجندة المفاوضات
وأشار الخبير الاستراتيجي، إلى أن هذا التحول في طبيعة الاجتماعات يعكس إرادة إسرائيلية وأمريكية لتوسيع أجندة المفاوضات، بما يسمح بطرح ملفات أكبر وأكثر حساسية، مع فرض الضغوط على لبنان لتقديم تنازلات تتعلق بقضايا استراتيجية، وهو ما يعكس استغلال الفترة الزمنية بين الاجتماعين للتأثير على المفاوضات المقبلة.
أوضح نضال أبو زيد، أن الاجتماع المقبل للجنة الميكانيزم مقرر عقده في 19 من الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستغل الفترة الزمنية بين الاجتماعين للتصعيد العسكري بهدف الضغط على لبنان، وأن هذا التصعيد يهدف بشكل واضح إلى دفع لبنان نحو تقديم تنازلات سياسية، خاصة في موضوع نزع سلاح حزب الله، إضافة إلى تهيئة الأجواء لمفاوضات سياسية أوسع قد تشمل اتفاق سلام أو حتى خطوات نحو تطبيع العلاقات.
العمليات العسكرية الإسرائيلية
وأكد الخبير الاستراتيجي، أن استراتيجيات الضغط العسكري والسياسي مرتبطة ببعضها، إذ تُستخدم العمليات العسكرية الإسرائيلية كأداة لتعزيز الموقف التفاوضي، وضمان تقديم لبنان لتنازلات قد تكون مؤثرة على السيادة والأمن الوطني، ما يجعل المرحلة الحالية دقيقة وحساسة للغاية.
لفت نضال أبو زيد، إلى أن التصعيد الإسرائيلي لا يقتصر على العلاقة الثنائية بين إسرائيل ولبنان، بل يحمل أبعادًا إقليمية ودولية واسعة، حيث تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في توجيه الضغط السياسي والدبلوماسي على لبنان، مبينًا أن هذا الدور الأمريكي يهدف إلى حماية المصالح الإسرائيلية في المنطقة، وضمان السيطرة على الملفات الحساسة المتعلقة بالحدود والمياه والموارد الطبيعية.
الأبعاد الإقليمية والدولية للتصعيد
واختتم الخبير الاستراتيجي، بالتأكيد على أن لبنان يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على موقفه السيادي، خاصة في ظل التداخل بين الضغوط العسكرية والسياسية، والرهانات الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن أي خطوة غير محسوبة قد تؤثر على الأمن الداخلي والاستقرار الوطني، وأن المتابعة الدقيقة لهذه التطورات ضرورية لفهم الديناميات الإقليمية والتحولات المحتملة في المستقبل القريب.


































