اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
قدّمت الإعلامية مفيدة شيحة، مجموعة من النصائح الذهبية للأهالي حول أساليب التعامل السليم مع الأبناء خلال مرحلة الطفولة، مؤكدة أن التربية الواعية القائمة على الاحتواء والاحترام العاطفي أصبحت ضرورة لحماية الأطفال من الضغوط النفسية وتكوين شخصيات متوازنة في المستقبل.
أهمية الاحتواء العاطفي
استهلت مفيدة شيحة، خلال تقديم برنامج 'الستات' المذاع عبر قناة النهار، حديثها بالتأكيد على ضرورة أن يعيد الآباء النظر في مفهوم التربية التقليدية، خاصة فيما يتعلق بإظهار المشاعر، وأن من أهم الدروس التي يجب أن يتعلمها الطفل الذكر هو أن البكاء ليس ضعفًا، بل وسيلة طبيعية للتعبير عن الألم أو الحزن، مضيفة: 'علّموا أولادكم الرجالة أنه ما فيش مشكلة إنه يعيط'.
وأوضحت الإعلامية مفيدة شيحة، أن تربية الأبناء على قمع مشاعرهم أو منعهم من التعبير عن انفعالاتهم قد يخلق مشكلات نفسية ترافقهم حتى مرحلة البلوغ، وتشكل حواجز في قدرتهم على تكوين علاقات صحية، فضًلا عن أن الطفل الذي يُسمح له بالتعبير عن مشاعره ينمو بثقة أكبر ويتعامل مع ضغوط الحياة بنضج ومرونة.
الحنان يصنع الأجيال
وشددت مفيدة شيحة، على أهمية أن يعبّر الآباء عن حنانهم تجاه أبنائهم، مشيرة إلى أن الطبطبة والاحتواء ليستا رفاهية، بل أساس لبناء شخصية سوية. ووجّهت رسالة مباشرة للأهالي قائلة: 'طبطبوا على أولادكم الولاد، علشان يعرفوا يطبطبوا على أولادهم بعد كده'، وأن الطفل يتعلم كل ما يراه ويسمعه في بيئته الأولية داخل المنزل، ولذلك فإن السلوكيات الإيجابية التي يقدمها الوالدان—مثل الاحتواء، والإنصات، والتشجيع—تترسخ في ذاكرة الطفل وتلازمه طوال حياته، لينقلها بدوره إلى أبنائه في المستقبل.
وتحدثت مفيدة شيحة، عن تأثير الذكريات العاطفية التي تتشكّل في ذهن الطفل، موضحة أن حياتنا ما هي إلا مجموعة من “الفيديوهات والصور المطبوعة داخل قلوبنا”، والتي تظل عالقة في الذاكرة مهما مرّت السنوات، وشبّهت التجارب التي يعيشها الأبناء بالمشاهد السينمائية المنقوشة في المخ، والتي لا تُنسى بسهولة، بل تؤثر في سلوكهم وطريقة تعاملهم مع الآخرين حين يصبحون آباء، لافته إلى أن كل لحظة يتشارك فيها الوالد مع ابنه سواء كانت لحظة حنان أو توجيه أو دعم تصبح جزءًا من هذا الفيلم الداخلي الذي يشكّل ملامح شخصيته، مؤكدة أن التربية ليست كلمات أو أوامر، بل مشاهد يومية يختزنها الطفل في ذاكرته.
تربية بقيم راسخة
وفي ختام حديثها، شددت الإعلامية مفيدة شيحة، على أن مهمة الأسرة لا تقتصر على تعليم الأبناء مبادئ الحياة فقط، بل تمتد إلى تأسيس جيل قادر على التعبير عن ذاته، وصنع علاقات صحية، وبناء أسر مستقرة في المستقبل، معتبرة أن غرس قيم التعاطف والحنان والصدق في نفوس الأطفال يمهّد لبناء مجتمع أكثر تلاحمًا ووعيًا، وأن الأنماط التربوية الحديثة تعتمد على الدعم النفسي والعاطفي بقدر ما تعتمد على التربية السلوكية، داعية الآباء إلى الاستثمار في علاقتهم بأبنائهم لأنها الأساس الذي تُبنى عليه حياة كاملة.


































