اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
حصلت 'الرئيس نيوز' على النص الكامل للتحقيقات الرسمية في القضية رقم 2407 لسنة 2025 جنايات مركز الجيزة، المقيدة برقم 250 لسنة 2025 كلي جنوب الجيزة، والمتهم فيها لاعب كرة القدم رمضان صبحي رمضان أحمد وشهرته 'رمضان صبحي' إلى جانب ثلاثة متهمين آخرين، في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال العام الدراسي 2024/2025، بعد اكتشاف دخول شخص آخر لأداء امتحاناته في معهد الفراعنة العالي للسياحة والفنادق.
التحقيقات، الممتدة عبر عشرات الصفحات، ترسم صورة لواقعة مركبة، تتداخل فيها مسؤوليات الملاحظين، وبيانات الطلاب، وأدوار أمن المعهد، واتصالات مشبوهة جرت قبل الامتحانات وبعد ضبط المتهم الأول داخل لجنة الامتحان.
ويعرض 'الرئيس نيوز' التفاصيل الكاملة لاعترافات المتهمين، وأقوال الشهود، وتحريات الشرطة، والاتهامات النهائية التي وجهتها نيابة جنوب الجيزة، في سرد تحقيقي مطوّل يضع القارئ أمام الصورة الكاملة دون اجتزاء.
البداية داخل لجنة رقم 67.. لحظة ضبط المتهم الأول متلبسا
تبدأ وقائع القضية داخل لجنة رقم 67 للفرقة الثالثة شعبة الدراسات السياحية، أثناء امتحان مادة 'أعمال شركات سياحة 2' للعام الدراسي 2024/2025.
ويروي الشاهد الأول د عصام زكريا عاشور السيد – رئيس الكنترول ووكيل المعهد لشؤون الطلاب، تفاصيل الساعات الأولى للواقعة، مؤكدًا أنه أثناء مباشرته لمهامه كملاحظ، لاحظ قيام المتهم يوسف م. س. بتوزيع كراسات الإجابات على الطلاب وتسجيل تواقيعهم في كشف الحضور.
ومع مراجعة هويته تبين أنه دخل الامتحان بدلًا من الطالب رمضان صبحي، وأنه وقع في كشف الحضور ببصمة غير صحيحة، وملأ بيانات كراسة الإجابة باسم رمضان، ودوّن فيها عبارات بخط يده.
وبحسب شهادته، تم التحفظ على المتهم وكراسة الإجابة واستدعاء فرد الأمن محمد إبراهيم عبد الواحد للتعامل مع الموقف.
وأوضح أن رمضان صبحي كان مقيدًا بالفرقة الثالثة بعد إعادة قيده عام 2024/2025، وأنه لم يصدر له أي كارنيه رسمي بسبب عدم حضوره الامتحانات لأربع سنوات متتالية.
كما أكد الشاهد الثاني: محمود مطاوع جبريل – ملاحظ اللجنة، أن كثافة الطلاب حالت دون التحقق الفوري من شخصية كل طالب، وأن المتهم الأول جلس في مقعد رمضان دون أن يلفت الانتباه، قبل أن يكتشف الشاهد الأول المخالفة.
وكرر الشاهد الثاني أن يوسف م. س. كان بالفعل يؤدي الامتحان باسم اللاعب رمضان صبحي.
ويصيف الشاهد الثالث: د أحمد محمود أمام عميد معهد الفراعنة للسياحة، أن المعهد كان على علم بأن رمضان صبحي هو الطالب صاحب القيد الرسمي وأنه أدى عدة امتحانات في الفرقتين الأولى والثانية بنفسه، مؤكدًا تقديمه مستندات رسمية وكشوف حضور سابقة تخصه، وكراسات إجابة من أعوام دراسية سابقة.
وأشار عميد المعهد إلى أن المؤسسة التعليمية تتبع جمعية الفراعنة المسجلة بوزارة التضامن الاجتماعي وأن ميزانيتها تعتمد من وزارة التعليم العالي باعتبارها مالًا عاما، ما يجعل القضية متعلقة بتزوير محررات رسمية تخص مؤسسة تخضع لرقابة الدولة.
مدير شؤون الطلاب يكتشف صورة الطالب غير مطابقة للمتهم
ويقدم الشاهد الرابع أحمد محمد جمال – أمين عام معهد الفراعنة، شهادة بالتفاصيل الأكثر دقة في لحظة اكتشاف التضارب، موضحا أنه عند مراجعته لكراسة الإجابة المكتوب عليها اسم 'رمضان صبحي'، سأل المتهم الأول عن هويته فادعى أنه رمضان نفسه.
وبطلب الملف من شؤون الطلاب تبيّن أن الصورة الرسمية لا تتطابق مع المتهم داخل اللجنة، الأمر الذي أكد وجود انتحال شخصية.
وعند تضييق الخناق على المتهم، أفصح عن أن المتهم طارق محمد محمد صالح – الهارب – هو من كلّفه بأداء الامتحان بدلًا من رمضان.
وقال الشاهد السادس المدير المالي لمعهد الفراعنة، إنه عند علمه بضبط المتهم الأول، سأله الأخير عن سبب ارتكابه الواقعة فأجاب بأنه لا يعرف المتهم رمضان، وأنه مجرد خريج أدى الامتحان نظير مساعدة من آخرين، مشيرا إلى أن ارتفاع تكلفة استخراج كارنيهات المعهد قد يكون سببًا في التفاف البعض على إجراءات رسمية.
وكشف الشاهد السابع مدير إدارة التحقيقات بوزارة التعليم العالي، عن تشكيل لجنة للتحقيق في أعمال المعهد بأكمله، مؤكدا أن ميزانية المعهد تخضع لإشراف وزارة التعليم العالي وأن الجمعيات الداعمة لها دور محدود.
ويروي الشاهد الثامن مسؤول تكنولوجيا المعلومات، أنه تلقى اتصالًا من المتهم طارق م. ص. يسأله عن أشخاص داخل المعهد يمكن التواصل معهم بدعوى ضبط شخص 'يغش' في الامتحان، وهو ما أثار شكوكه.
كما أكد الشاهد التاسع القائم بأعمال عميد معهد الحاسب، أن المتهم الهارب جاء إليه ظنًّا أنه عميد معهد السياحة، وأخبره بأن 'أحد أقاربه' ضُبط يؤدي الامتحان بدلًا من آخر، مطالبًا بحل المشكلة، وأصر عليه مرارًا رغم عدم اختصاصه.
أما الشاهد العاشر مدير شؤون الطلاب سابقًا بالمعهد، فقد جاءت شهادته لتكشف جانبا مهما؛ حيث أكد أن رمضان صبحي تقدم للالتحاق بالمعهد عام 2022، وأن المتهم طارق م. ص. كان دائم التواصل معه للحصول على إثباتات قيد خاصة برمضان لاستخدامها في أغراض مختلفة. وفي يوم الواقعة، اتهمه طارق بالتواطؤ، واستدرجه إلى التجمع، ثم طالبه بالتواجد في المعهد، في إطار محاولة للضغط عليه.
تحريات الشرطة تكشف الاتصالات.. ورسائل 'واتساب' تفضح التنسيق
الشاهد الحادي عشر: العقيد عمرو طلال – وكيل إدارة الأموال العامة، قدّم التحريات الأكثر حساسية، مؤكدًا أن المتهم يوسف محمد سعد أدى جميع امتحانات الفصل الدراسي الأول، وجزءًا من الفصل الدراسي الثاني بدلًا من رمضان صبحي، ووقع على كشوف الحضور في كل الامتحانات تلك الفترة.
وبفحص هاتف يوسف، عُثر على رسائل 'واتساب' بينه وبين المتهم طارق المصري – الاسم الشائع للمتهم الرابع – تتضمن اتفاقات واضحة حول أداء الامتحانات بدلًا من رمضان.
كما اعترف المتهم يوسف بارتكابه الواقعة كاملة.
أما رمضان صبحي، فقد أكد في التحقيقات أنه لم يحضر أي امتحان منذ التحاقه بالمعهد، وأن المتهم طارق كان يدير كل الإجراءات الخاصة بالقيد وسداد الرسوم، وأنه كان يحصل على إثباتات قيد لاستعمالها في استخراج تصاريح السفر نظير مبالغ مالية.
الاتهامات الرسمية من النيابة: تزوير محررات رسمية وتقديم شخص بدلًا من الطالب
في ختام التحقيقات، وجهت نيابة جنوب الجيزة الاتهامات في القضية الجديدة بعد إعادة قيدها برقم 6407 لسنة 2025 جنايات مركز الجيزة، و548 لسنة 2025 كلي جنوب الجيزة.
وأكدت النيابة أن المتهمين: يوسف (محبوس) – أدى الامتحانات بدلًا من رمضان، ومحمد (محبوس) – مشرف الأمن الذي سهّل دخول المتهم الأول، ورمضان صبحي (مخلى سبيل) – الطالب الأصلي الذي نُسبت إليه أوراق الإجابة، وطارق (هارب) – صاحب الدور المحوري في ترتيب عملية الإحلال، قد ارتكبوا تزويرًا في محرر رسمي هو كراسات إجابات امتحانات الفرقة الثالثة، عبر تحرير بيانات مزورة وتوقيعات منسوبة إلى رمضان صبحي على غير الحقيقة.
وأوضحت النيابة أن عملية التزوير تمت بالاتفاق والمساعدة بين المتهمين، عبر إمداد المتهم الأول بالبيانات الكاملة للطالب، وتمكينه من دخول اللجان، وتوقيعه في كشوف الحضور، وتحرير كراسات إجابات منسوبة للطالب، بهدف إظهار واقعة مزورة في صورة واقعة صحيحة، بأن الطالب رمضان أدى الامتحانات، بينما لم يدخل المعهد منذ عام 2019 تقريبًا.


































