اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يواجه السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، إذ تتوسع بؤر المجاعة في عدة مناطق نتيجة تصاعد النزاعات المسلحة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، في وقت تتزايد فيه أعداد النازحين الذين يفرّون من أعمال العنف دون أن يحملوا معهم شيئا سوى الأمل في النجاة.
الوضع الغذائي في السودان دخل مرحلة حرجة، مع ظهور بؤر مجاعة في مناطق النزاع، خاصة في الفاشر وكادوقلي وعدد من المخيمات التي حُرم سكانها من الوصول إلى الغذاء لفترات طويلة.
المشكلة لا ترتبط بقدرة البلاد الزراعية، إنما ترجع إلى استمرار القتال وإغلاق الطرق ومنع وصول الدعم إلى المناطق الأكثر تضررا، بما يشمل مخيمات النازحين داخليا.
أشارت المعلومات الواردة إلى أن المنظمات الدولية والإغاثية غير قادرة على الوصول إلى المناطق المنكوبة في الوقت المناسب، رغم محاولات مستمرة لاختراق الحصار وتأمين ممرات آمنة لتقديم المساعدات.
وتبذل جهود كبيرة من جهات الإغاثة للعمل على إنقاذ المناطق المهددة بالمجاعة، وسط تحذيرات من اتساع نطاق الأزمة إذا استمر تعطيل وصول المساندة.
وجرى التأكيد على أن منطقة الطويلة – الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا من الفاشر – شهدت تدفق آلاف الأسر النازحة الفارة من القتال بحثا عن الأمان.
ووصل معظم هؤلاء دون أي ممتلكات أو مؤن، ما زاد الضغط على المجتمعات المحلية والمنظمات الإغاثية التي تحاول توفير الغذاء والمأوى والخدمات الأساسية وسط ظروف شديدة التعقيد.
تعمل جهات الإغاثة الدولية بالتعاون مع مؤسسات محلية على تقديم الدعم الطبي والغذائي للنازحين في الطويلة والمناطق المحيطة بها، وتشمل: توفير الإغاثة العاجلة للأسر الأكثر تضررا، ودعم المستشفيات والمستوصفات التي تخدم النازحين، وتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية ومستلزمات الطوارئ.
ورغم ذلك، يؤكد العاملون في المجال الإنساني أن حجم الكارثة يفوق الإمكانيات المتاحة، وأن استمرار النزاعات سيؤدي إلى تفاقم الوضع بصورة غير مسبوقة.
ما يشهده السودان اليوم هو أزمة بشرية ناتجة عن الصراع المسلح، وليست بسبب الجفاف أو الفيضانات أو أي ظروف طبيعية، ما يجعل الحل مرتبطًا بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لضمان تدفق المساعدات قبل فوات الأوان.


































