اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
تتأكد في كل يوم مقولة المؤرخ الإغريقي هيرودوت الشهيرك، 'مصر هبة النيل'، حيث ذكرت صحيفة 'إندي 100' أن اكتشافا في تطور نهر النيل يوضح لماذا كانت مصر القديمة مزدهرة للغاية؟
وقالت الصحفية البريطانية كاثرين شاتلوورث: 'يتعين على مصر القديمة أن تشكر نهر النيل على كل نجاحاتها بعد أن سلطت الأبحاث الجديدة حول النهر الشهير الضوء على الدور الذي لعبه خلال تلك الفترة التاريخية.
وأوضحت دراسة أجرتها جامعة ساوثهامبتون: 'على الرغم من أن نهر النيل هو أحد أكبر الأنهار في العالم ولعب دورًا محوريًا في حياة المصريين القدماء، إلا أننا لا نعرف الكثير عن استجابته للتغير المناخي خلال العصر الهولوسيني'.
ولكن 'التغيرات المناخية والبيئية شكلت مشهد وادي النيل المصري على مدى الـ 11500 سنة الماضية، بما في ذلك حضارة مصر القديمة'، كما كتب المؤلفون، مما يعني أن تطور النهر خلال مصر القديمة ربما يكون هو ما ساعد المجتمع الفرعوني على الازدهار.
وكتب باحثو الدراسة: 'تقع مواقع التراث العالمي لليونسكو، مثل معبدي الكرنك والأقصر، شرق نهر النيل الحالي، بينما تقع معابد العبادة الملكية ومقابرها على هامش الصحراء الغربية، وهي أماكن ارتبطت ماديًا وأسطوريًا بالمناظر الطبيعية النهرية'. 'بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن البيئة المتغيرة أثرت أيضًا على الاقتصاد الزراعي الإقليمي، الذي كان ذا أهمية بالغة لنجاح الدولة المصرية القديمة'.
وهناك نقص كبير في الأبحاث المتعلقة بنهر النيل، ونادرًا ما تُجرى أبحاث حول كيفية تحوّله مع مرور الزمن، مما يعني أن هذه الدراسة تُمثّل خطوةً كبيرةً في هذا المجال. ولكن هذا يعني أيضًا نقصًا في البيانات اللازمة لإجراء عمليات إعادة بناء موثوقة لتطور نهر النيل.
وفي محاولة للتغلب على هذه الفجوة التكنولوجية، سعى الفريق إلى الحصول على المعلومات بأنفسهم.
وقال الفريق: 'لقد حفرنا 81 بئرًا، العديد منها يدويًا، في جميع أنحاء وادي النيل بالقرب من الأقصر - وهي المرة الأولى الحقيقية في مصر'، أوضح دومينيك باركر، وهو فني في علم الآثار بجامعة ساوثهامبتون وأحد المشاركين في تأليف الورقة البحثية'.
وأضافوا: 'باستخدام المعلومات الجيولوجية الموجودة داخل النوى، وتحديد عمر الرواسب باستخدام تقنية تسمى التلألؤ المحفز بصريًا، تمكنا من تجميع أجزاء تطور المناظر الطبيعية النهرية.'
ثم اكتشفوا أنه قبل نحو 4000 عام، شهد نهر النيل تغيرًا مفاجئًا وكبيرًا في سلوكه وبيئته. فبعد أن ظل ضيقًا للغاية لمدة 7500 عام، تغير مساره. وترسبت كميات كبيرة من الرواسب في قاع الوادي، مما أدى إلى بناء مجرى النهر، وساهم في استقرار السهل الفيضي المحيط به وزيادة منسوبه بشكل كبير.
'إن توسع السهول الفيضية من شأنه أن يؤدي إلى توسيع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في وادي النيل بالقرب من الأقصر (طيبة القديمة) بشكل كبير وتحسين خصوبة التربة من خلال ترسب الطمي الخصب بانتظام'، كما أوضح بنيامين بينينجتون، وهو زميل زائر في الجغرافيا والعلوم البيئية بجامعة ساوثهامبتون والمؤلف المشارك في البحث.
وليس من المؤكد ما الذي دفع إلى هذا التغيير، لكن الباحثين يعتقدون أن له علاقة بالصحراء الكبرى، وتحولها إلى الرقعة الرملية التي نعرفها اليوم. بالإضافة إلى المستوطنات البشرية والمناطق الحضرة في المنطقة.
ويبدو أن التحول إلى النيل قد حدث تقريبًا في نفس وقت التحول من الدولة القديمة إلى الدولة الحديثة - وهو الوقت الذي مرت فيه الحضارة المصرية بفترة من الازدهار والإنجاز غير المسبوق.
وحذّر بينينجتون قائلًا: 'لا يُمكن استنتاج أي روابط سببية محددة بين هذا التحول وأي تطورات اجتماعية معاصرة. لكن تُعد التغيرات في المشهد عاملًا مهمًا يجب مراعاته عند مناقشة مسار الثقافة المصرية القديمة