اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، تحاول حركة 'حماس' استعادة قبضتها الأمنية على قطاع غزة، بعد أن حصلت، كما يبدو، على ضوء أخضر أمريكي لتولي مهمة ضبط الأمن مؤقتًا في المناطق المنكوبة.
ولكن هذه المحاولة تواجه مقاومة داخلية شرسة من مجموعات عشائرية قوية، بعضها يحمل إرثًا طويلًا من التسلح والانتماء لفصائل فلسطينية متباينة، وبعضها يتحدى 'حماس' علنًا بالسلاح، في مشهد يعكس هشاشة السيطرة المركزية للحركة.
وقد وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية هذه المواجهات بأنها 'تحدٍ داخلي غير مسبوق لسلطة حماس، ينبع من بنية اجتماعية عشائرية يصعب إخضاعها بالقوة وحدها'.
عشيرة أبو شباب
وتتمركز هذه العشيرة البدوية في شرق رفح، ويقودها ياسر أبو شباب، أحد أبرز المناهضين لسلطة 'حماس'.
ينشط أبو شباب في منطقة جنوبية لا تزال تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويُتهم من قبل 'حماس' بالتعاون مع الاحتلال، وهو ما ينفيه بشدة. بحسب مصادر مقربة منه، استقطبت مجموعته مئات المقاتلين عبر إغراءات مالية، ويُقدّر عدد أفراد قوته بنحو 400 رجل.
ورغم أن العشيرة بأكملها لا تبدو موحدة خلفه، فإن وجوده العسكري يفرض تحديًا ميدانيًا حقيقيًا للحركة، خاصة أن الاشتباكات الأخيرة بين مجموعته ومسلحي 'حماس' أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين، وسط صمت رسمي من قيادة الحركة.
عشيرة دغمش
تُعد من أكبر العشائر وأكثرها تسليحًا في غزة، وتتمركز في مدينة غزة. أفرادها موزعون بين فصائل مختلفة، منها 'فتح' و'حماس'، لكنهم يحتفظون بسلاحهم كجزء من تقاليد الدفاع عن الأرض.
ممتاز دغمش، أحد زعمائها، قاد سابقًا 'جيش الإسلام' الذي بايع تنظيم 'داعش'، وشارك في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006. مكان دغمش مجهول منذ سنوات، لكن الاشتباكات الأخيرة بين 'حماس' وأفراد من عشيرته أسفرت عن قتلى من الطرفين، ما يعكس استمرار التوتر رغم غياب القيادة العلنية.
عشيرة المجايدة
وتتمركز في خان يونس جنوب القطاع، واشتبكت مع 'حماس' عدة مرات خلال الأشهر الماضية. في عملية دهم نفذتها 'حماس' مؤخرًا، قُتل عدد من أفراد العشيرة ومسلحي الحركة، وسط اتهامات متبادلة.
مصادر عشائرية نفت أي صلة لها بأبو شباب، واتهمت 'حماس' باستخدام العملية كذريعة لتصفية حسابات. رغم ذلك، أصدر زعيم العشيرة بيانًا يدعم الحملة الأمنية للحركة، داعيًا أفراد عشيرته للتعاون، ما يعكس الانقسام الداخلي حتى داخل العشائر نفسها.
عشيرة حلس
تتركز في حي الشجاعية بمدينة غزة، وتُعد من العشائر الكبيرة ذات النفوذ المحلي. قبل أشهر، شكّل رامي حلس، أحد كبار أفراد العشيرة، مع أحمد جندية من عشيرة أخرى، مجموعة مسلحة تتحدى 'حماس' في مناطق لا تزال تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي. هذه المجموعة تمثل تحديًا مزدوجًا للحركة، إذ تنشط في مناطق خارجة عن السيطرة، وتستند إلى دعم عشائري محلي.
وتكشف هذه الاشتباكات عن صراع داخلي يتجاوز الانقسامات الفصائلية التقليدية، ليصل إلى البنية الاجتماعية العشائرية التي يصعب إخضاعها بالقوة وحدها. وبينما تحاول 'حماس' فرض النظام، تواجه تحديًا من خصوم قدامى يحملون السلاح، ويملكون شرعية محلية لا يمكن تجاهلها.


































