أسرار هدنة لبنان.. كيف دفعت إيران لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

أكدت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية، أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في لبنان في وقت سابق من الأسبوع الماضي، خفف الضغوط على إيران ومن شأنه خفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ولو فترة مؤقتة.

وتابعت الصحيفة أن إيران عملت بهدوء وبشكل سري من خلف الكواليس لوقف إطلاق النار في لبنان، وهو ما يمثل اعترافًا ضمنيًا بالخسائر التي منيت بها كل من إيران وإسرائيل جراء التصعيد غير المسبوق بين الطرفين.

وتابعت الصحيفة أنهلأكثر من عام، نجحت إيران في التعامل مع التوترات المتصاعدة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، وقد انخرطت في بعض الأحيان مع إسرائيل بشكل مباشر، بما في ذلك في ضربات متبادلة، على الرغم من أنها ظلت عمومًا بعيدة عن المعركة، مما سمح للفصائل المسلحة المتحالفة معها بالهجوم.

وكشف دبلوماسيون غربيون أن إيران سعت سرًا لوقف الحرب في لبنان، بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي جعلت المنشآت النفطية والنووية مكشوفة بعد تدمير الدفاعات الجوية التي كانت تحميها، ومرافق إنتاج الصواريخ.

وأضاف الدبلوماسيون أن إيران تعمل على إعادة تجميع صفوفها مرة أخرى وإصلاح الخسائر الناجمة عن الضربة الإسرائيلية الأخيرة.

وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين عن الضربات الإسرائيلية في إيران، في إشارة إلى تقييم الأضرار الذي أجرته حكومة الدبلوماسي: 'نحن نعلم الآن أن تلك الهجمات كانت شديدة للغاية'.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تصريحات المسئولين في إسرائيل وعلى رأسهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أبرم اتفاق لبنان من أجل التفرغ لردع إيران، فإن كل المؤشرات تؤكد أن إسرائيل لن توجه أي ضربات مباشرة لإيران في الوقت الحالي.

وتابعت أن أبرز الأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار في لبنان يعود إلى تهديدات إيران المستمرة منذ عدة أشهر في إمكانية إعادة النظر في حظر إنتاجها الأسلحة النووية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت نفسه فإن ستعمل إيران على تقييم خسائر حزب الله في لبنان، حيث قدر البنك الدولي أن الخسائر المادية في لبنان جراء العدوان الإسرائيلي بلغت 8.5 مليار دولار.

وقالت مصادر مقربة من حزب الله إن الجماعة منيت بخسائر مادية وبشرية كبرى جراء الحرب، ولكن نجحت في النهاية في الصمود وحتى وقف إطلاق النار.

وتابعت المصادر أن المسئولين في إيران تعهدوا بتمويل حزب الله حتى يتمكن من تنظيم صفوفه مرة أخرى واستعادة قوته.