كيف تعزز زيارات وزيري الطيران والسياحة لمختلف البلدان مكانة مصر دوليًا؟

اتجه قطاعي السياحة والطيران نحو تحركات دبلوماسية واقتصادية تعكس رؤية مصر لتعزيز تواجدها على الساحة الدولية، حيث أجرى كل من الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والمهندس شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، زيارات رسمية إلى بريطانيا وتركيا والعراق.

وأسفرت الزيارات عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم المهمة، والتي تعكس توجه مصر نحو تعزيز التعاون الدولي في مجالي الطيران والسياحة بعد فترات طويلة من التحديات التي مرت بها هذه القطاعات منذ أزمة كورونا وما قبلها.

ففي زيارته إلى المملكة المتحدة، شهد الدكتور سامح الحفني توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية برئاسة المهندس أيمن عرب، وشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية برئاسة المهندس إبراهيم فتحي، مع كبرى الشركات البريطانية.

وشملت الاتفاقيات تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وتحسين خدمات الصيانة والدعم الفني للطائرات لضمان أعلى معايير الأمان والجودة، ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين داخل المطارات المصرية وعلى متن الطائرات، إلى جانب التعاون في مجال الملاحة الجوية وتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية.

وتأتي هذه التحركات في إطار خطة مصر لتحويل مطاراتها إلى مراكز إقليمية ودولية من خلال تطوير بنيتها التحتية وجذب استثمارات جديدة في قطاع الطيران، وهو ما يعكس عودة القطاع بقوة بعد التحديات التي واجهها.

وفي المقابل، قاد المهندس شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، جهودًا دبلوماسية لفتح أسواق جديدة للسياحة المصرية من خلال زيارته إلى كل من العراق وتركيا، حيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين في البلدين، وأسفرت الزيارة عن توقيع اتفاقيات تعاون لتعزيز التبادل السياحي والاستثمار في القطاع. ففي العراق، التقى الوزير عددًا من المسؤولين العراقيين لمناقشة إعادة تنشيط السياحة الدينية والثقافية بين البلدين، واستقبال السياح العراقيين في مصر، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالسياحة العلاجية والدينية، حيث تم الاتفاق على تسهيل إجراءات السفر بين البلدين لتعزيز الحركة السياحية، والتعاون في تنظيم رحلات سياحية بين بغداد والقاهرة، إلى جانب ترويج مصر كوجهة للسياحة العلاجية أمام السائح العراقي.

أما في زيارته إلى تركيا، فقد التقى الوزير نظيره التركي محمد نوري إرصوي، حيث شهدت الزيارة توقيع مذكرة تفاهم سياحية بين البلدين.

وأسفرت الزيارة عن توقيع مذكرة تفاهم بين القاهرة وأنقرة لدعم التبادل السياحي، واستلام 152 قطعة أثرية مصرية كانت قد خرجت بطريقة غير شرعية وتم ضبطها في تركيا، إضافة إلى تعزيز التعاون في الترويج السياحي المشترك، واستهداف جذب مزيد من السياح الأتراك إلى المدن المصرية السياحية.

الاتفاقيات بين مصر وبريطانيا:

• توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية برئاسة المهندس أيمن عرب، وشركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية برئاسة المهندس إبراهيم فتحي، مع كبرى الشركات البريطانية.

• التعاون في تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية وفق أحدث المعايير العالمية.

• تعزيز خدمات الصيانة والدعم الفني للطائرات لضمان أعلى مستويات الأمان والكفاءة التشغيلية.

• تحسين جودة الخدمات المقدمة داخل المطارات المصرية وعلى متن الطائرات.

• تطوير أنظمة الملاحة الجوية والتعاون في رفع كفاءة العمليات التشغيلية داخل المطارات المصرية.توقيع مذكرة تفاهم بين شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية وشركة Dunlop Aircraft Tyres، بهدف تعزيز التعاون في مجال تصنيع وتجديد إطارات الطائرات التجارية، مما يساهم في دعم عمليات الصيانة وتحسين الكفاءة التشغيلية للأسطول الجوي المصري.

• التعاون مع شركة Safran UK لتحديث وتحسين مستوى خدمات مقاعد رجال الأعمال والدرجة السياحية لطائرات مصر للطيران، من خلال تطوير المقاعد والأنظمة الترفيهية على متن الطائرات.

• التعاون مع شركة TAV Airports القابضة وشركة Assubur Consult التابعة لمجموعة Aéroports de Paris (ADP) في مجال إدارة وتشغيل المطارات المصرية، بما يتماشى مع رؤية الدولة لتعزيز مشاركة القطاع الخاص وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين.

•اتفاق مع شركة Lagan Aviation & Infrastructure لتعزيز التعاون في تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية، وتحديث هناجر صيانة الطائرات وفقًا للمعايير الدولية.

• توقيع مذكرات تفاهم بين الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية وشركات بريطانية رائدة، بهدف تطوير مجالات البنية التحتية للمطارات، وخدمات الصيانة، والدعم الفني للطائرات، مما يسهم في رفع كفاءة التشغيل وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين.

• اتفاق على تنشيط السياحة الدينية والثقافية بين البلدين.

• تسهيل إجراءات السفر للسائحين العراقيين الراغبين في زيارة مصر.

• التعاون في تنظيم رحلات سياحية بين بغداد والقاهرة لتعزيز الحركة السياحية.

• الترويج للسياحة العلاجية المصرية أمام السوق العراقي واستقطاب السياح للعلاج في مصر.

• بحث تعزيز الاستثمارات العراقية في القطاع السياحي المصري.

• توقيع مذكرة تفاهم سياحية بين مصر وتركيا لتعزيز التعاون الثنائي.

• استلام مصر 152 قطعة أثرية مصرية كانت قد خرجت بطريقة غير شرعية وتم ضبطها في تركيا.

• التعاون المشترك في الترويج السياحي بين البلدين.

• استهداف زيادة تدفق السياح الأتراك إلى الوجهات السياحية المصرية.

• فتح مجالات جديدة للاستثمار السياحي بين البلدين.

• التركيز على مكافحة تهريب الممتلكات الثقافية وتعزيز الحماية المشتركة للتراث الأثري.

تأتي هذه الاتفاقيات في إطار تعزيز التعاون الدولي لمصر في مجالي الطيران والسياحة، وفتح أسواق جديدة، وجذب الاستثمارات، والارتقاء بالبنية التحتية والخدمات المقدمة في القطاعين.

وأكد خبراء السياحة، أن هذه التحركات المصرية في قطاعي الطيران والسياحة تعكس إعادة رسم خريطة الشراكات الدولية بعد فترات طويلة من التحديات السياسية والاقتصادية، كما تعزز الاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية للمطارات المصرية وترفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، وتفتح أسواقًا سياحية جديدة في دول مثل العراق وتركيا، مما يساهم في زيادة أعداد السياح إلى مصر.

كما أن استعادة القطع الأثرية المهربة يعكس مدى اهتمام مصر بالحفاظ على إرثها الثقافي، والتعاون مع الدول الصديقة في هذا الإطار. وبينما كانت قطاعات الطيران والسياحة في مصر تعاني من تأثيرات ما قبل ثورة يناير وأزمة كورونا، تأتي هذه التحركات لتؤكد أن القطاعين يخرجان من العزلة التي استمرت لسنوات، عبر تعزيز الشراكات الدولية وتوقيع مذكرات تفاهم استراتيجية، وهو ما يعكس عودة قوية لمصر على الخريطة الدولية في مجال الطيران والسياحة.

اتفق الخبراء على أن هذه الزيارات تمثل دفعة قوية لقطاعات الطيران والسياحة، سواء من حيث تطوير البنية التحتية، أو تعزيز التعاون الدولي، أو جذب المزيد من السياح والاستثمارات، مما يدعم خطط التنمية المستدامة في مصر وفق رؤية 2030.

وأكد اللواء أحمد حمدي الخبير في قطاع الطيران، أن توقيع مذكرات التفاهم بين الجانب المصري وكبرى الشركات البريطانية خطوة مهمة نحو تطوير منظومة الطيران المدني في مصر. وأضاف أن التعاون مع شركات مثل Safran UK وTAV Airports سيساهم في تحسين كفاءة المطارات المصرية وتطوير الخدمات المقدمة للمسافرين، خاصة مع توجه الدولة نحو تعزيز دور القطاع الخاص في إدارة وتشغيل المطارات.

كما أشار إلى أن تحديث أنظمة الصيانة والدعم الفني من خلال الشراكة مع Dunlop Aircraft Tyres سيرفع من مستوى أمان وكفاءة الطائرات، وهو أمر ضروري لتعزيز تنافسية الطيران المصري على المستوى الدولي.

أكد أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع الجانب البريطاني تضع مصر على خريطة الطيران العالمية، حيث تسهم في تطوير البنية التحتية للمطارات وفق أحدث المعايير، كما أن إدخال تقنيات جديدة في مجال الصيانة سيقلل من الأعطال ويزيد من جاهزية الطائرات، مما يدعم قدرة مصر للطيران على التوسع في الوجهات الدولية وزيادة أسطولها الجوي.

في الوقت نفسه أشار علي غنيم عضو الاتحاد العام للغرف السياحية، إلى أن فتح قنوات تعاون جديدة مع العراق وتركيا في مجال السياحة يعزز الإيرادات السياحية، ويدعم الاقتصاد المصري من خلال جذب مزيد من السائحين، خاصة مع استهداف الأسواق غير التقليدية مثل العراق، الذي يتمتع بقاعدة كبيرة من المسافرين الباحثين عن وجهات سياحية متنوعة.

بالإضافة أن استعادة 152 قطعة أثرية من تركيا خلال زيارة الوزير إلى أنقرة تعكس مدى نجاح التعاون بين البلدين في مجال حماية التراث الثقافي، كما أن توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون السياحي مع تركيا قد يسهم في تبادل الخبرات وزيادة أعداد السياح القادمين من إسطنبول إلى مصر.

في حين قال الدكتور عاطف عبد اللطيف، الخبير السياحي، إن زيارة وزير السياحة إلى العراق وتركيا تمثل خطوة جديدة نحو توسيع الأسواق السياحية لمصر، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من السياح العراقيين بزيارة المقاصد السياحية المصرية. وأوضح أن توقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون السياحي بين القاهرة وبغداد سيؤدي إلى زيادة عدد الرحلات الجوية وتسهيل إجراءات السفر، مما يفتح الباب أمام تدفقات سياحية جديدة.