اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 'لم يكن يعلم شيئًا' عن ملابسات مقتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018، خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض، الأمر الذي أثار موجة انتقادات دولية وشكوكًا واسعة حول العلاقات الأمريكية-السعودية، لكنها لم تمنع إدارة ترامب من مدحه ومغازلته علنًا في واشنطن، وفقا لموقع بي بي سي نيوز.
ورفض ترامب بشكل قاطع الانتقادات التي طالت ولي العهد خلال اللقاء، قائلًا: 'أنت تذكر شخصًا كان مثيرًا للجدل للغاية… سواء أحببته أو لم تحبه، تلك الأمور تحدث'، مضيفًا: 'لكنه لم يكن يعلم شيئًا عن ذلك'. هذه التصريحات تأتي في سياق سعي ترامب لإظهار نفسه كمدافع عن تحالفات استراتيجية للولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك على حساب التقليل من جريمة قتل خاشقجي، الصحفي الذي تسبب اغتياله في اهتزاز العلاقات بين الرياض وواشنطن وأثار موجة من الغضب الدولي.
من جهتها، أعربت هنان خاشقجي، أرملة الصحفي، عن صدمتها من تصريحات ترامب، مؤكدة أن دفاعه عن ولي العهد يتناقض مع اعترافات محمد بن سلمان نفسه في مقابلة تلفزيونية عام 2019 بتحمله المسؤولية عن مقتل زوجها. وأوضحت هنان في مقابلة مع برنامج 'بي بي سي نيوز نايت' أن هذه التصريحات لا تعكس حقيقة ما حدث، ودعت إلى لقاء مع ولي العهد يرافقه اعتذار رسمي وتعويض عن الجريمة.
الزيارة الأولى لولي العهد إلى الولايات المتحدة منذ الجريمة تضمنت أيضًا مناقشات حول الاستثمار السعودي في الولايات المتحدة، حيث أعلن بن سلمان عن رفع حجم الاستثمارات من 600 مليار دولار إلى 1 تريليون دولار، بالإضافة إلى مشاريع مشتركة في الطاقة النووية المدنية والذكاء الاصطناعي. كما ناقش الطرفان إمكانية بيع طائرات مقاتلة متقدمة من طراز F-35 للسعودية، وهو الأمر الذي أثار قلق بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين اعتبروا أن هذا قد يضر بالقدرة العسكرية النوعية لإسرائيل في المنطقة.
وحاول ترامب في خطابه التركيز على الجوانب الاقتصادية والأمنية للعلاقات مع الرياض، مؤكدًا أن كل من السعودية وإسرائيل حليفان مهمان للولايات المتحدة، وأنه من مصلحة واشنطن دعم كلا الطرفين بما في ذلك تزويد السعودية بأحدث الطائرات. وفي الوقت نفسه، لم يخف ترامب إعجابه بجهود ولي العهد في تطوير المملكة، واصفًا الولايات المتحدة بأنها 'أكثر الدول حرارة على الكوكب' في إشارة إلى الفرص الاستثمارية والاقتصادية التي يمكن أن توفرها هذه الشراكات.
وأعادت هذه التصريحات إلى الواجهة جدلية العلاقات الأمريكية-السعودية، حيث تتقاطع الاعتبارات الاقتصادية والأمنية مع قضايا حقوق الإنسان والمساءلة عن الجرائم الدولية. بينما دافع ترامب عن ولي العهد، اتخذ الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن موقفًا مختلفًا، متعهدًا بأن يجعل السعودية 'منبوذة' على خلفية سجلها في حقوق الإنسان، رغم زيارته السابقة للملكة العربية السعودية في 2022 لأغراض أخرى.
وتستمر زيارة ولي العهد في واشنطن مع عشاء رسمي وقمة استثمارية، حيث حضر العشاء لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو المحترف في الدوري السعودي. ومن المتوقع أن تلقي هذه اللقاءات الضوء على دور الرياض في الاقتصاد العالمي واستثماراتها في الولايات المتحدة، وسط استمرار التساؤلات حول حقوق الإنسان ومساءلة المسؤولين عن اغتيال جمال خاشقجي.


































