اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
في الأشهر الأخيرة، تكشّف جانب جديد من المواجهة بين جهاز الاستخبارات الإسرائيلي 'الموساد' وإيران، مواجهة لا تُدار في العلن ولا تُعلن تفاصيلها رسميًا، لكنها تترك آثارًا واضحة على المشهد الأمني والسياسي في المنطقة. وزارة الاستخبارات الإيرانية أعلنت في يونيو أنّها تخوض حربًا سرية معقدة ضد أجهزة استخبارات أجنبية، على رأسها الموساد، إلى جانب أجهزة غربية أخرى مثل وكالة الاستخبارات الأمريكية وجهاز الاستخبارات البريطاني. هذا الإعلان لم يكن مجرد تصريح دعائي، بل إشارة إلى حجم التوترات المتصاعدة في حرب الظل التي تتجاوز حدود العمليات التقليدية، وفقا لموقع ميدل إيست مونيتور.
الموساد من جانبه كثّف عملياته داخل إيران عبر ما وُصف بعملية 'الأسد الصاعد'، التي استهدفت منشآت نووية وقادة بارزين في الحرس الثوري. هذه العمليات لم تقتصر على ضربات عسكرية، بل شملت اغتيالات دقيقة وتخريبًا في سلاسل الإمداد، ما كشف عن قدرة إسرائيل على اختراق العمق الإيراني والوصول إلى مواقع حساسة. تقارير صحفية غربية، منها ما نشرته ميدل إيست مونيتور، أشارت إلى أنّ هذه المواجهة ليست حدثًا عابرًا، بل جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى إضعاف إيران داخليًا وإقليميًا.
الاغتيالات التي طالت شخصيات عسكرية بارزة في الحرس الثوري الإيراني أبرزت حجم الاختراق الأمني، وأظهرت أنّ إيران تواجه تحديًا غير مسبوق في حماية قياداتها ومنشآتها الحيوية. هذه العمليات، التي نُفذت بدقة عالية، تعكس تقليدًا طويلًا للموساد في استخدام أساليب جريئة تشمل الاغتيالات المستهدفة، التخريب الصناعي، والهجمات السيبرانية مثل تلك التي ضربت منشأة نطنز في الماضي.
وسياسيًا، جاءت هذه الحرب الخفية في وقت حساس، إذ كانت إيران منخرطة في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة. الضربات الإسرائيلية أربكت هذه المفاوضات، وأظهرت أنّ الصراع الاستخباراتي قادر على تعطيل أي مسار دبلوماسي. بالنسبة لإسرائيل، الهدف هو منع إيران من تحقيق تقدم نووي، بينما ترى طهران أنّ هذه العمليات جزء من حرب شاملة تستهدف إضعافها داخليًا وإقليميًا.
إقليميًا، لا تقتصر المواجهة على الداخل الإيراني، بل تمتد إلى ساحات أخرى في الشرق الأوسط. إسرائيل تسعى إلى ضرب شبكات الدعم الإيرانية في لبنان وسوريا والعراق، فيما تحاول إيران الرد عبر دعم وكلائها مثل حزب الله والحوثيين. هذا التداخل يجعل المنطقة بأكملها مسرحًا لحرب استخباراتية غير معلنة، حيث تتقاطع العمليات السرية مع الصراعات العسكرية التقليدية، وتتحول الحدود إلى خطوط مواجهة غير مرئية.


































