اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشهد مصر تحولًا ملحوظًا في الوعي الصحي لدى المواطنين، مع تزايد الإقبال على الفحوصات الطبية قبل الزواج في إطار مبادرة شاملة تستهدف حماية الأسرة وضمان جيل جديد أكثر صحة، المبادرة التي تأتي ضمن منظومة '100 مليون صحة'، لا تكتفي بمجرد الفحص، بل توفر منظومة متكاملة من المشورة الطبية، والتوعية، والمتابعة الصحية.
تشير الإحصاءات إلى خضوع نحو 4.4 مليون شاب وفتاة للفحص الطبي قبل الزواج، وهو رقم يعكس تغيرًا واضحًا في النظرة المجتمعية لهذه الخطوة.
ورغم أن عدد الزيجات السنوية في مصر يتراوح ما بين 900 ألف ومليون حالة، فإن الإقبال على الفحص بات يتجاوز المقبلين فعليًا على الزواج، ليشمل شريحة واسعة من الشباب الراغب في الاطمئنان على صحته قبل اتخاذ خطوة الارتباط.
أصبح الفحص الطبي قبل الزواج جزءًا رئيسيًا من إجراءات الإعداد لتكوين الأسرة، بعد أن أثبت أهميته في كشف الأمراض الوراثية والمعدية، ومنع انتقالها للأجيال الجديدة، ومع تراكم البيانات منذ بدء تطبيق المبادرة في فبراير 2023، أصبح من الصعب تجاهل هذه الخطوة التي تحولت إلى ضرورة وليس رفاهية.
اعتمدت الجهات الصحية بروتوكولا صارما يضمن الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بكل متقدم للفحص، بما يمنح الشباب الثقة اللازمة للمشاركة في المبادرة دون قلق، وتشمل الإجراءات عقد جلسات مشورة سرية لكل طرف على حدة، لمناقشة نتائج الفحص وتقديم حلول طبية متخصصة عند الحاجة، مع وضع خطط للإحالة العلاجية إذا تعرض أحد الطرفين لمشكلات صحية تستدعي المتابعة.
أظهرت نتائج الفحوصات وجود تحديات صحية متنوعة لدى المقبلين على الزواج، مما يؤكد أهمية هذه الخطوة في التدخل المبكر والحد من المشكلات التي قد تهدد استقرار الأسرة مستقبلًا، وتعمل المبادرة على دمج الجانب الوقائي مع الإرشاد الصحي، لتعزيز ثقافة جديدة تقوم على العلم والوعي عند تكوين الأسرة.
مبادرة فحص المقبلين على الزواج تمثل نقلة نوعية في الاهتمام بصحة الأسرة المصرية، ومع تزايد الوعي وتوسع الخدمات الصحية، تبدو مصر في طريقها نحو مجتمع أكثر صحة وقدرة على مواجهة التحديات الوراثية والمجتمعية، الأمر الذي يضع هذه المبادرة كأحد أهم المشروعات الوقائية في السنوات الأخيرة.


































