اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب بدأ اليوم /الأحد/، جولة دبلوماسية آسيوية تأتي في ظل توترات تجارية وسياسية متصاعدة، إذ يسعى إلى تحقيق انفراجة في الحرب التجارية التي أشعلها بنفسه من خلال فرض رسوم جمركية متبادلة هزت الأسواق العالمية وأثرت على سلاسل التوريد الدولية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير إخباري، أن جولة ترامب ستتوج بلقاء مرتقب مهم مع نظيره الصيني شي جين بينج، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم .
وأضافت أن اجتماع الخميس، على هامش قمة اقتصادية مع دول آسيوية في كوريا الجنوبية، يمثل أول لقاء مباشر بين ترامب وشي في ولايته الثانية، بعد أشهر من تبادل الاتهامات بشأن الرسوم الجمركية وضوابط التصدير، مما أدى إلى تصعيد التوترات بين الخصمين.
كما تهدف جولة ترامب التي تستمر خمسة أيام عبر ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية إلى تعزيز العلاقات مع الحلفاء الإقليميين المتضررين من الرسوم الجمركية الأمريكية.
وتختبر قمة ترامب وشي أيضًا ديناميكية ناشئة بين إدارة ترامب وبكين، إذ يُظهر ترامب أحيانا استعدادا أكبر لإعطاء الأولوية لعقد صفقات مواتية للأعمال التجارية على تحذيرات الأمن القومي.
وفي الوقت نفسه، اتخذ شي نهجا أكثر حزما في التعامل مع ترامب، مما يشير إلى النفوذ الذي يشعر بأنه يتمتع به على هذه الإدارة.
ومع استعداد ترامب للاجتماع، تردد بين عدة أساليب، مستخدما مزيجا من التهديدات والسخرية، وأحيانا الدفء في حديثه عن شي خاصة أن ترامب صرح مؤخرًا بأنه يتوقع التوصل إلى اتفاق تجاري 'رائع' مع شي- بعد أسابيع فقط من تهديده بإلغاء الاجتماع بسبب القيود التجارية الصينية على المعادن الأرضية النادرة الضرورية للاقتصاد الأمريكي.
وكان ترامب أكثر حزمًا في فرض الرسوم الجمركية على الصين في ولايته الثانية، ويهدد بفرض ضريبة إضافية بنسبة 100% على السلع القادمة من الصين بعد أيام من الاجتماعات المقررة، وفي طريقه إلى ماليزيا، صرح ترامب للصحفيين بأن الرسوم الجمركية 'غير مستدامة' بالنسبة لبكين.
وقال: 'بالتأكيد سيُضطرون لتقديم تنازلات، أعتقد أننا سنفعل ذلك أيضًا، إنهم يريدون خفض الرسوم الجمركية، ونحن نريد منهم أشياءً معينة'.
وخلال توقف للتزود بالوقود في قطر، قال ترامب إنه سيضغط من أجل التوصل إلى اتفاق 'شامل' لا يشمل الرسوم الجمركية فحسب، بل يشمل أيضًا مخدر الفنتانيل القادم من الصين إلى الولايات المتحدة، قائلا على متن الطائرة الرئاسية: ' أعتقد أن لدينا فرصة جيدة جدًا لإبرام اتفاق شامل حقًا'.
لكن خبراء الأمن القومي وغيرهم أعربوا عن قلقهم من بعض التسويات الودية التي قدمتها الإدارة تجاه الصين، بما في ذلك اتفاقها على إبقاء تطبيق تيك توك متاحًا في الولايات المتحدة، وموافقة ترامب على بيع شركة إنفيديا الأمريكية لرقائق عالية الأداء في الصين، واستعداده لإثارة حفيظة الحلفاء المجاورين بفرض رسوم جمركية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، فرضت الحكومة الصينية قيودا شاملة على تصدير المواد الخام الأساسية اللازمة لمجموعة من المنتجات الدفاعية والتكنولوجية، بناء على الضوابط السابقة التي أُعلن عنها في أبريل الماضي.
وقد أصبحت هذه المواد، المعروفة باسم المعادن النادرة، نقطة خلاف مستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، وورقة مساومة قوية للرئيس شي في إدارة المواجهة التجارية عالية المخاطر.
كما قاطعت بكين شراء فول الصويا من المزارعين الأمريكيين، وفي سبتمبر الماضي، لم يستورد المشترون الصينيون أي فول صويا من الولايات المتحدة لأول مرة منذ نوفمبر 2018، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية الرسمية.
ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن المسؤولين الصينيين يأملون على الأرجح خلال الاجتماع في تخفيض الرسوم الجمركية الأمريكية، وقد يسعون أيضًا إلى تخفيف القيود التكنولوجية الأمريكية على سلع مثل أشباه الموصلات المتطورة، والتي تُعد بالغة الأهمية لصناعة الذكاء الاصطناعي والنظام البيئي الدفاعي في الصين، وفقًا لخبراء في بكين وواشنطن.
وفي المقابل، قد توافق بكين على تسريع صادرات المعادن الأرضية النادرة ومشتريات فول الصويا الأمريكي، بالإضافة إلى تقديم المزيد من التعاون لوقف تجارة الفنتانيل العالمية.
ونقلت الصحيفة عن شو تيانشن، الخبير الاقتصادي البارز في وحدة الاستخبارات الاقتصادية في بكين قوله إنه إذا تصاعدت التوترات رغم المفاوضات، فقد تتجه العلاقات الثنائية والمشهد الجيوسياسي العالمي نحو الأسوأ.
ويريد البيت الأبيض أيضًا أن يرى 'على الأقل أن الكرة يمكن أن تتحرك في اتجاه إيجابي' في ظل سعي البلدين لإبرام صفقة تجارية.
وقال مسؤول البيت الأبيض: 'إذا استطاعت الصين الالتزام بالإنصاف، فسيكون الرئيس مستمعًا جيدًا، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فلديه خطة لذلك أيضًا'، ولم يوضح المسؤول خطة ترامب في حال فشل الاجتماع.
وبدأ ترامب اليوم الأحد رحلته بزيارة ماليزيا وحضور قمة دول الآسيان، وهو تجمع يضم 11 دولة آسيوية، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم وشارك في مراسم توقيع معاهدة سلام بين تايلاند وكمبوديا.
ويتوقع قادة الأعمال والمسؤولون الحكوميون في جنوب شرق آسيا توقيع صفقات تجارية مع الولايات المتحدة على هامش اجتماع آسيان في كوالالمبور، مع أن الكثيرين قالوا، قبل أيام من وصول ترامب، إنهم ما زالوا غير متأكدين مما ستتضمنه هذه الصفقات.
ووفقًا لمسؤولين ومستشارين في المنطقة، لا تتوقع حكومات جنوب شرق آسيا تخفيضا إضافيا في التعريفات الجمركية، لكنها تأمل في إحراز تقدم في تحديد استثناءات.
ومن المقرر أن يسافر ترامب إلى اليابان، حيث يلتقي برئيسة الوزراء المنتخبة حديثًا ساناي تاكايتشي، بالإضافة إلى الإمبراطور ناروهيتو وزوجته الإمبراطورة ماساكو.
ويمثل اجتماعه مع تاكايتشي أول لقاء بين الزعيمين، على الرغم من أن ترامب قد أعرب بالفعل عن رأي إيجابي تجاه رئيسة الوزراء الجديدة، وهي محافظة وأول امرأة تتولى هذا المنصب.


































