اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تتجه الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ، التي تشهد استعدادات مكثفة لاستضافة القمة المصرية الأمريكية تحت عنوان 'قمة شرم الشيخ للسلام'، والمقرر انعقادها غدًا الاثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من 20 دولة من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي القمة في مرحلة دقيقة، مع تصاعد الآمال بوضع حد نهائي للحرب المدمرة في قطاع غزة، وفتح صفحة جديدة من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان رسمي مساء السبت، أن القمة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة وتعزيز الأمن الإقليمي، مؤكدة أن انعقادها يأتي ضمن رؤية ترامب لتحقيق السلام في المنطقة وسعيه لإنهاء النزاعات الممتدة حول العالم.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأن واشنطن وجهت دعوات واسعة للدول للمشاركة، فيما أكد الرئيس الأمريكي، خلال تصريحات صحافية الجمعة، أنه سيلتقي في مصر 'العديد من القادة لمناقشة مستقبل قطاع غزة'، بعد زيارته لإسرائيل وإلقائه كلمة أمام الكنيست.
ومن بين القادة المشاركين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إضافة إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.
القمة تأتي تتويجًا لجهود وساطة مكثفة قادتها مصر وقطر والولايات المتحدة، توصلت إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يتضمن تبادل الأسرى والرهائن ووقف إطلاق النار، بعد عامين من القتال الذي خلّف نحو 70 ألف قتيل في القطاع ودمر بنيته التحتية.
ووفق بنود الاتفاق، تبدأ المرحلة الأولى غدًا بالإفراج عن 47 رهينة إسرائيلية ورفات رهينة من 2014، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 250 أسيرًا محكومين بالمؤبد و1700 معتقل من سكان غزة.
ورغم إعلان حركة حماس عدم مشاركتها في مراسم التوقيع، فإن القمة تمثل خطوة حاسمة نحو طي صفحة الحرب التي اندلعت عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023، حين قُتل أكثر من 1200 إسرائيلي، لتبدأ بعدها واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ المنطقة الحديث.
مع اقتراب انعقاد قمة السلام في شرم الشيخ، تتواصل المواقف والتحليلات بشأن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه بين واشنطن وتل أبيب وحركة حماس، وسط تساؤلات حول المراحل المقبلة ومصير القضايا العالقة.
في هذا السياق، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن 'الاتفاق يُعد خطة ممتازة من حيث الشكل، لكنه لا يخلو من المخاوف المرتبطة بالمراحل التالية'، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى 'لم تجب عن كل القضايا الشائكة، واقتصرت على مسارَي تبادل الأسرى والانسحاب الأولي من بعض المناطق'.
وأضاف حسن في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستواجه ملفات أكثر تعقيدًا، من بينها وضع حركة حماس وسلاحها، وإصلاح السلطة الفلسطينية، وآلية إجراء الانتخابات المقبلة، فضلًا عن مدى التزام إسرائيل بالاتفاق، و'أيّ الخطط ستكون لها الغلبة في إعادة إعمار غزة — المصرية ذات القبول العربي والدولي، أم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب'.
ويُنتظر أن تُسلّط قمة شرم الشيخ المقبلة الضوء على هذه الملفات الحساسة، في محاولة لتقريب وجهات النظر وفتح الطريق أمام تسوية شاملة تُنهي الحرب في غزة وتعيد الاستقرار إلى المنطقة.