اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
نشرت وكالة تسنيم الرسمية “الإيرانية” تقريرًا عن المدن الصاروخية الإيرانية تحت الأرض، وقال التقرير إن تلك المدن أصبحت اليوم رمزًا للقوة الدفاعية والردعية للبلاد.
ذكر التقرير أن المدن الصاروخية تعود جذورها إلى عقل مهندس بارز مبدع، والذي من خلال أفكاره وجهوده المتواصلة، أسس هذه القدرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
تطرق التقرير إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو الماضي، مما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين وعدة مدنيين إيرانيين، كما استهدف بعض المدن والمنشآت العسكرية. مما دفع القوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية مساء نفس اليوم، عبر بيان، عن بدء عملية 'الوعد الصادق 3'.
استمرت هذه العملية لمدة 12 يومًا في 22 مرحلة، وخلالها تم استهداف أكثر من 26 هدفًا استراتيجيًا، خاصة المراكز العسكرية والأمنية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وذلك للرد على جرائم الكيان الصهيوني.
وفق التقرير، فإن القوة الإيرانية تركزت في استخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والدقيقة، والتي تمكنت من تدمير مجموعة واسعة من الأهداف العسكرية في الأراضي المحتلة.
مدينة لم تُفتح أبوابها بعد
وفق التقرير الإيراني، فإن القوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية، التي كانت رأس الحربة في الهجمات الصاروخية الإيرانية على الأراضي المحتلة، لديها أفكار مختلفة في هذا المجال. إحدى هذه الأفكار هي المدن الصاروخية، التي تم الكشف عن أولها قبل سنوات.
وكشف الحرس الثوري لأول مرة في شهر (أكتوبر 2015) عن مدينة صاروخية تقع على عمق 500 متر تحت الأرض، وأعلن أن القواعد الصاروخية منتشرة في جميع المحافظات.
وقال العميد علي فضلي، نائب منسق حرس الثورة الإسلامية، مساء الخميس الماضي في مقابلة خاصة إخبارية: 'لم نفتح بعد أحد مدننا الصاروخية'، جزء من قدراتنا الصاروخية تم استخدامها من القواعد والمراكز الموجودة، ولكن هذه القدرة، بفضل الله، في حالة جيدة جدًا.
إلى من تعود فكرة المدن الصاروخية الإيرانية؟
ذكر التقرير الإيراني، أن القيادي ناصر كاوه، رفيق درب القيادي أمير علي حاجي زاده، القائد السابق لسلاح الجوفضاء التابع للحرس، والذي كتب كتابًا يقول إن اللواء حاجي زاده كان أول من بدأ فكرة المدن الصاروخية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكان مؤسسها.
يشير التقرير إلى أنه بدأ العمل مع عدة شباب؛ في البداية بنوا الأنفاق والمخابئ، ثم تدريجيًا تشكلت المدن، وذلك بمعدات أولية وميزانية محدودة جدًا.
وفقًا لرفيق حاجي زاده، فإن موضوعًا ربما نطرحه الآن لأول مرة، وقد تم طرحه عدة مرات من قبل اللواء حاجي زاده أيضًا، هو بناء صوامع إطلاق الصواريخ، التي كان مؤسسها هو حاجي زاده نفسه.
فيشير التقرير إلى أن عدة دول مثل روسيا وأمريكا والصين وكوريا الشمالية لديها مثل هذه الصوامع، ولكن لا أعتقد أن الدول الأوروبية لديها شيء مماثل.
ويضيف كاوه: خلال إحدى زياراته إلى كوريا الشمالية، لاحظ حاجي زاده هذه الفكرة، وجلب هذه الفكرة الأولية إلى البلاد، ولكن لم يكن هناك كتاب أو صورة عنها. عزم حاجي زاده على جمع مجموعة من الشباب وإنجاز تصميم صوامع إطلاق الصواريخ، معتبرًا إياه بمثابة تأمين للبلاد.
ويقول ناصر كاوه: مثل منشأة فردو، التي تقع تحتها منشآت نووية ولا يمكن قصفها، فإن صوامع الصواريخ مشابهة؛ يتم وضع المنصة هناك، تتحرك الغطاء جانبًا، يتم الإطلاق، ثم يُغلق الغطاء مرة أخرى. هذه الفكرة كانت في ذهن حاجي زاده وتمكن من تنفيذها. ولكن الأهم من ذلك كله كانت صعوبة اختبار هذا المشروع؛ لأنه لم يتم تنفيذه من قبل في إيران، ولم يكن هناك أي سابقة أو معرفة أجنبية متاحة لنا.
يضيف: كان هناك شك من بعض القادة، وكان البعض خائفين، لأن الصاروخ يصدر صوتًا عاليًا جدًا عند الإطلاق، يشبه صوت طائرة 747، وإذا لم يتم التحكم في الدخان وصوت الخروج، فقد ينفجر الصاروخ. كان هناك قلق وتوتر، ولكن حاجي زاده كان متحمسًا لذلك.
يذكر التقرير أنه في الليلة المقرر فيها الاختبار، عندما كان التوتر سائدًا، عاد حاجي زاده إلى مجموعة القادة وقال: 'سآتي مع عائلتي خلف غرفة التحكم، وسنطلق معًا'. هذه الجملة منه مشهورة جدًا.
في ذلك الوقت، قام الحاج حسن طهراني مقدم والسيد قاليباف، الذي كان قائد سلاح الجو في الحرس، بالمشاركة، والحمد لله في اليوم التالي، بمساعدة الله تعالى، كان الاختبار ناجحًا، وانضممنا إلى نادي الدول التي تمتلك صوامع صاروخية؛ قدرة تمتلكها أقل من خمس دول. هذا الإنجاز كان مؤسسه القائد حاجي زاده. حسبما ذكر التقرير.
ما هي مزايا المدن الصاروخية الإيرانية؟
يشير التقرير إلى عدة مزايا لإنشاء المدن الصاروخية تحت الأرض في إيران،
أوضح التقرير أن المدن الصاروخية تحت الأرض، زادت من القدرة على البقاء والأمن التسليحي. وأن هذه القواعد المحصنة تحمي الصواريخ والمعدات العسكرية في أعماق الأرض من الهجمات الجوية والصاروخية للعدو.
وفي حال حدوث صراع محتمل، يتم تقليل احتمالية تدمير القدرة الصاروخية الإيرانية في هجوم مفاجئ إلى الحد الأدنى، لأن الصواريخ والأنظمة المرتبطة بها مخفية عن أقمار التجسس وأنظمة الكشف، ولديها القدرة على الانتقال والإطلاق من مناطق غير متوقعة.
كما أن المدن الصاروخية تعزز القدرة الردعية والاستجابة السريعة، فتلعب تلك المدن دورًا مهمًا في تعزيز الردع الدفاعي لإيران. كما أن نشر الصواريخ في هذه القواعد يوفر الاستعداد السريع وتنفيذ الهجمات المضادة، مما يزيد من قدرة إيران على الرد على أي تهديد أو عدوان محتمل.
تطرق التقرير أيضًا إلى وجود هذه البنى التحتية يرسل رسالة إلى الأعداء مفادها أنه في حالة أي عمل عسكري، سيكون لإيران القدرة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق ومستمرة، مما يعمل كعامل ردع.
يضيف التقرير: “أن المدن الصاروخية تُحسّن من مرونة إيران في الاستراتيجيات الدفاعية والهجومية. وتوفر إمكانية نشر ونقل الصواريخ بشكل آمن وبعيد عن أعين العدو، مما يوفر سيناريوهات تشغيلية متنوعة للقوات المسلحة الإيرانية”.
كما أن دمج هذه الأنظمة مع أساليب الإطلاق السريع، والإطلاق من زوايا مختلفة، وتنفيذ تكتيكات خداع العدو، يعزز القدرة الصاروخية الإيرانية في مواجهة التهديدات الحديثة ويزيد من قدرتها على تنفيذ هجمات دقيقة ومفاجئة.
وتعطي المدن الصاروخية إمكانية التخزين والصيانة طويلة الأجل للصواريخ، فبسبب التحكم الدقيق في درجة الحرارة والرطوبة، تحمي الصواريخ من الأضرار البيئية مثل أشعة الشمس والغبار والتغيرات الجوية. وأن هذا البيئة الآمنة تزيد من العمر الافتراضي للصواريخ وتقلل من الحاجة إلى الإصلاحات.
كما أن التخزين تحت الأرض يجعل الصواريخ محمية من هجمات العدو ودائمًا جاهزة للإطلاق.