اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
قالت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية، إن التباين في تعاطي الولايات المتحدة مع الحرب في غزة مقارنة بالموقف من التصعيد مع إيران يعود إلى جملة من الفروق الجوهرية بين الحالتين، سواء في طبيعة الصراع أو في تداعياته الإقليمية والدولية.
وأكدت مسعد، في مداخلة مع برنامج 'السادسة' المذاع على قناة 'الحياة': 'الولايات المتحدة تنظر إلى العدوان الإسرائيلي على غزة باعتباره حربا إسرائيلية داخلية، حيث يمنح القرار السياسي والعسكري بالكامل لإسرائيل لتحديد مسار الحرب ومدى استمرارها، بما يتوافق مع أهدافها المعلنة، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى'.
وأضافت: 'أما في الحالة الإيرانية، فالوضع يختلف تماما، حيث تنظر واشنطن إلى الملف الإيراني كقضية دولية معقدة، لا تقتصر على إسرائيل وحدها، بل تنطوي على مصالح وتوازنات مع قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين، إلى جانب شركاء أوروبيين'.
وتابعت: 'الدخول في مواجهة مفتوحة مع إيران يستدعي من واشنطن حسابات دقيقة، نظرًا لعلاقات طهران الاستراتيجية مع كل من موسكو وبكين، إذ تربطها مع الدولتين اتفاقيات ومعاهدات أمنية واقتصادية مهمة'.
وأوضحت: “العامل الثالث الذي يعمق التباين بين الحالتين، هو أن أي تصعيد مع إيران على سوق النفط العالمي، خاصة في ظل الارتباك الحاصل بالفعل جراء الحرب الروسية الأوكرانية”، مؤكدة أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران ركزت على منشآت البرنامج النووي دون المساس العميق بالبنية النفطية، تجنبا لزعزعة السوق بشكل كارثي.
وحول إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية للملف الإيراني، قالت مسعد: 'الموقف الأمريكي يبدو متذبذبا؛ فبينما ترسل واشنطن رسائل متشددة بشأن إمكانية توجيه ضربات إضافية، فإنها في الوقت ذاته تبدي استعدادًا مشروطًا للتفاوض'.
واختتمت: 'جوهر الحل المحتمل سيتوقف على موقف الولايات المتحدة من حق إيران في تخصيب اليورانيوم سواء تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو وفقا لشروط مشددة'.