بعد حادث دهس طفل حلوان.. مَن يحكم فوضى "التوك توك" فى مصر؟

دهس طفل حلوان.. حادث مأساوي أعاد الحديث عن انتشار التوك توك في مصر، الذي أصبح وسيلة نقل شائعة في العديد من المناطق، ولكن مؤخرًا ظهرت خطورة استخدامه غير المنظم، ويثير مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة العامة والأمن والحوادث التي تقع بسبب تلك الوسيلة.

وساهم التزايد في أعداد التوك توك بالشوارع في ارتفاع حوادث المرور، حيث يفتقر العديد من السائقين إلى التدريب اللازم والالتزام بقواعد السير، فضلًا عن تسجيل حالات السرقة والمخالفات القانونية المرتبطة باستخدام التوك توك.

واتساقًا مع ذلك، تعرض طفل في مدينة حلوان بالقاهرة لحادث دهس بواسطة 'توك توك'، ما أثار حالة حزن وغضب أهالي المدينة، إذ وقع الحادث لطفل يبلغ من العمر حوالي 6 سنوات يعبر الطريق، حيث فقد سائق التوك توك السيطرة ودهسه.

وتداول أهالي حلوان مقطع فيديو يوضح فيه حادث دهس طفل حلوان في أحد الشوارع، ليسقط الصغير مغشيًا عليه وحاول السائق الهروب من المكان، لكن الركاب الذين كانوا معه داخل التوك توك طالبوه بالتوقف والعودة لإنقاذ الطفل.

ونقل الطفل إلى أحد المستشفيات، واكتشفوا أنه يُعاني من نزيف في المخ، ومشاكل في شبكية إحدى عينيه، فقد على إثرها الرؤية من خلالها، وما زال الطفل يتلقى العلاج في المستشفى، وحرروا محضرًا ضد سائق التوك توك.

والآن، جدد الحادث النقاش حول ضرورة تقنين استخدام التوك توك وتفعيل الرقابة، من أجل حماية الأطفال والمواطنين من مخاطر حوادث السير.

يعلق على حادث دهس طفل حلوان الدكتور الحسين حسان، خبير التطوير الحضاري والتنمية المستدامة، بتأكيده أن مصر تواجه تحديات كبيرة فيما يتعلق بتنظيم استخدام التوك توك، حيث يبلغ عددها نحو 5 ملايين و400 ألف توك توك، منها 275 ألفًا مرخصة فقط.

وأشار حسان لـ«الدستور» إلى وجود تناقضات في تطبيق حظر التوك توك في المدن المختلفة، حيث تسمح بعض المدن مثل 6 أكتوبر باستخدامه، بينما تحظر مدن أخرى مثل حدائق أكتوبر مرور التوك توك.

ولفت إلى أن هذه الفوضى في تطبيق المعايير تسهم في تعقيد الوضع، خاصة في مناطق مثل بيت العيلة في مدينة 6 أكتوبر، حيث يعتمد 100 ألف نسمة على التوك توك كوسيلة نقل أساسية.

وشدد على ضرورة اتخاذ وزارة التنمية المحلية خطوات حاسمة، من خلال عقد اجتماع مع المحافظين لمناقشة حظر التوك توك وتنظيم مساراته، مع منح أصحاب التوك توك مهلة للتراخيص أو التقنين.

حتى عام 2023، تشير الإحصائيات إلى أن عدد التوك توك في مصر يصل إلى حوالي 5.4 مليون توك توك، منها حوالي 275 ألف توك توك مرخصة، إذ يُستخدم التوك توك بشكل واسع كوسيلة نقل في المناطق الحضرية والريفية، حيث يمثل بديلًا شائعًا للمواصلات العامة.

وحذر حسان من تزايد السرقات المرتبطة بالتوك توك، مشيرًا إلى عدم توفر بيانات دقيقة لمتابعة هذه الجرائم مثل حادث دهس طفل حلوان، وفي بعض المناطق النائية لا توجد كاميرات لتفريغها، كما أن التوك توك لا يحمل أرقامًا كي تتمكن المباحث من القبض على أصحابها.

كما أشار إلى أن العديد من السائقين هم دون السن القانونية، 16 عامًا، فهناك سائقون في سن الـ12 عامًا، ما يستدعي تدخل وزارة العمل، لضبط السن التي تسمح له بقيادة 'التوك توك' حتى لا يتعرض للخطر مثلما حدث في حادث دهس طفل حلوان.

ودعا إلى ضرورة تنفيذ مشروع قومي للتقليل من استخدام التوك توك كوسيلة نقل أساسية، حيث يمكن أن يُستخدم بشكل أفضل في أغراض سياحية كما هو الحال في دول أخرى، لأنه في أوروبا يستخدم في السياحة ولكن في مصر يعتبر وسيلة مواصلات أساسية.

وأكد أن عدم وجود وسائل نقل كافية لا سيما في القرى والمناطق النائية يزيد من معاناة المواطنين، حيث يضطر كثيرون إلى اعتبار التوكتوك هو وسيلة النقل الأساسية، وتصل أجرة التوك توك في بعض المناطق إلى 50 جنيهًا، رغم أن مصر بها أكثر من 11 مليون سيارة نقل عامة.

كما طالب حسان بضرورة تطبيق الضوابط على سائقي التوك توك وتفعيل الرقابة لضمان تنظيم هذا القطاع الحيوي، بشكل يحقق الاستفادة من تلك الوسيلة في النقل ولا يجعلها أساسية.