المشترك الثقافي "الفلسطيني- اللبناني" على طاولة"الصالون الثقافي" بمعرض الكتاب

شهدت فعاليات ندوة 'ثقافتنا في فلسطين- لبنان' بالصالون الثقافي بلازا ٢ في معرض القاهرة الدولي للكتاب ال٥٦، منذ قليل، والتي بدأت منذ قليل، ويديرها الإعلامي والكاتب الصحفي فتحى محمود، حضور ناجي الناجي، المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة، والشاعر والروائي والكاتب الصحفى اللبناني عباس بيضون.

واستهل الكاتب الصحفى فتحي محمود بالتأكيد على أن العلاقات الثقافية اللبنانية المصرية علاقات قديمة وشهدت حضورا معرفيا كبيرا وزخما كبيرا، وكذلك الحال في ما يتعلق بالعلاقات الثقافية الفلسطينية المصرية والسياسية أيضا.

من جانبه قال الكاتب الصحفي والشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون، إننا عندما نتحدث عن الثقافة في بلد ما وليكن لبنان لابد أن نتكلم عن أواصر مشتركة للثقافة اللبنانية وتاريخها المعاصر، والذى يعود لثلاثين عاما مضت حيث الصراعات الأهلية راجيا أن تتوقف تلك الصراعات خاصة وأن لبنان كانت مرجعا للثقافة في كافة مجالاتها.

واضاف 'بيضون'، أن الحرب الأهلية والصراع فى لبنان الان كان وراء تحولا في الثقافة اللبنانية، بمعنى أن هذه الحرب أثرت على المجتمع اللبناني الذى تحول إلى مجتمع مديني، حيث انتقال المواطنين من مكان لآخر بسبب الحرب، وهو ما برز فى الرواية اللبنانية المعاصرة التي هي رواية تلك الحقبة والتي هى رواية المأساة اللبنانية، مشيرا إلى أننا حين نقرأ روايات كثيرة لحسن داوود وغيرهم نجد فيها لبنان المعاصر الذي يعاني ويتهافت ويتداعى شيئا فشيئا.

ولفت 'بيضون' إلى أنه بالنظر إلى قصيدة النثر نجد أنها قصائد مدينية، مؤكدا أن الثقافة اللبنانية الحالية هى بنت الصراع الآن وهي ثمرة التاريخ المعاصر للبنان.

وبسؤاله حول ظاهرة أدباء المهجر وهل مازالت موجودة اليوم ام لا، أكد 'بيضون' أن الأدب المهجري انتهى بانتهاء الحقبة، لافتا إلى أن هناك لبنانيون يكتبون ولهم أهميتهم فى لغاتهم الجديدة وهو ادب يعبر عن حنين اللبنانين للبنان، مشيرا إلى أن أن ادب أمين معلوف يتصل بلبنان من قريب ومن بعيد لكنه ادب فرنسي، وأنه لا يمكن أن نتحدث عن أدب مهجرى للبناني لأن المهجر لم يعد حافزا للتغني للبنان حيث انتهيت حقبة الحنين للبنان، انتهت حقبة التغني للبنان.

وبسؤاله حول أثر الحروب فى لبنان و، أننا لا نستطيع أن نقول الثقافة اللبنانية عن تعدد طوائفه، أو بنيان لبنان الطوائفى، مؤكدا أن التعدد الطائفي للبنان كان حافزا للثقافة اللبنانية وأنها وسيط بين الشرق والغرب، ووسيط بين أمرين الأثر الغربي والإعتداد العربي، بمعنى أن اللبنانيين صنعوا لغتهم الخاصة وأن لبنان هو هذا الجمع بين اللغات الأخري وبين عربية عريقة.

بينما أكد ناجي الناجي، القاص والروائي، والمستشار الثقافي لسفارة فلسطين في القاهره، إنه أثناء مشاركته فى العام الماضى بمعرض القاهرة الدولي للكتاب كانت فلسطين حاضرة وبقوة وحتي العام الحالي موجها لوزارة الثقافة المصرية وهيئة الكتاب على هذا الجهد الكبير.

وأضاف'الناجي'، أن هناك خلط دائم بين الثقافة من حيث كونها موروث، وبين كونها سلوك، وغيره، مؤكدا أن المقياس الثقافي لترسيم المفاهيم، وأنه بالحديث عن الثقافة الفلسطينية من منظور 'زمكاني'، وان الثقافة قبل عام ١٩٨٤ حيث المفهوم الرعوي تختلف عن الثقافة الفلسطينية بعد ١٩٨٤ حيث الإنتاج الثقافي الفلسطيني المدافع عن الهوية الوطنية وثقافة أصحاب الأرض ضد المحتل، مشيرا إلى أنه فى عام ١٩٤١ عندما ذهبت أن كلثوم إلى فلسطين لاحياء حفلة فنية وهى زيارة من جملة زيارات فنية لها دلالة عن العلاقات الثقافية المصرية الفلسطينية.

وأكد'الناجي'، أن فلسطين قبل عام ١٩٤٨ كان مجتمعا بكل معنى الكلمة، إلا أنه بعد ذلك أصبح هناك اختلاف فى طبيعة العمل الثقافي الفلسطيني خاصة فى سنوات الصدمة منذ عام ١٩٤٨ إلى عام ١٩٥٢، ومع اندلاع الثورة الفلسطينية فى عام ١٩٦٤ أصبح لدينا أدبا ثوريا معبرا عن الثورة الفلسطينية مثل ادب غسان كنفاني، وغيرها من الأعمال.

وأوضح'الناجي'، أن الثقافة هى الرديف الحقيقي للمجتمعات وليس السياسة، وهو ما اللى بظلاله على الانقلاب المفاهيمي في الثقافة الفلسطينية.