اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
تبنت شركة مايكروسوفت سياسة تحظر رسائل البريد الإلكتروني الداخلية التي تحتوي على كلمات مثل 'فلسطين'، 'غزة'، 'إبادة جماعية'، 'أبارتايد (نظام الفصل العنصري)'، و'اطردوا إسرائيل من تطبيقات آزور'، وفقًا لتقرير نشرته سي إن بي سي.
جاءت هذه الخطوة عقب احتجاجات نظمها موظفون خلال مؤتمر مايكروسوفت بيلد في سياتل يوم ١٩ مايو ٢٠٢٥، احتجاجًا على عقود الشركة مع الجيش الإسرائيلي، خاصة تقديم خدمات الحوسبة السحابية آزور.
أفادت مجموعة نو آزور فور أبارتايد، وهي مجموعة موظفين ناشطين ضد سياسات الاحتلال، أن العشرات من الموظفين واجهوا صعوبات في إرسال رسائل تحتوي على هذه الكلمات، سواء في العناوين أو النصوص، حتى عند مراسلة مجموعات صغيرة.
أكدت مايكروسوفت أن القيود تهدف إلى تقليل الرسائل السياسية الجماعية غير المتعلقة بالعمل، لكن الموظفين أشاروا إلى تأثر رسائل عادية وعملية.
يرى الخبراء أن يثير هذا الإجراء مخاوف بشأن حرية التعبير، ويعكس توترات متصاعدة حول دور الشركة في نزاع غزة.
احتجاجات الموظفين تكشف التوتر حول عقود آزور
شهد مؤتمر مايكروسوفت بيلد احتجاجات بارزة، حيث قاطع المهندس جو لوبيز كلمة الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا يوم ١٩ مايو ٢٠٢٥، متهمًا مايكروسوفت بتسهيل 'جرائم حرب إسرائيلية' عبر آزور، وأُقيل لاحقًا بعد إرساله بريدًا جماعيًا إلى آلاف الموظفين.
كما قاطع موظف فلسطيني عرض جاي باريك، رئيس قسم كور إيه آي، مطالبًا بقطع العلاقات مع إسرائيل، وهتف 'حرروا فلسطين' و'لا آزور للأبارتايد'.
أشارت مجموعة نو آزور فور أبارتايد إلى أن الحظر على كلمات مثل 'فلسطين' و'غزة' يستهدف إسكات الموظفين الفلسطينيين وحلفائهم، لافتة إلى أن رسائل تحتوي على 'إسرائيل' تمر دون قيود. سجلت الاحتجاجات حضورًا قويًا، حيث قاطع متظاهرون جلسة سارة بيرد، رئيسة قسم الذكاء الاصطناعي المسؤول، متهمين الشركة بـ'تبييض' أفعالها في فلسطين.
يرى الخبراء أن يعكس هذا التصعيد استياءً متزايدًا من استخدام تقنيات مايكروسوفت في النزاع، الذي أودى بحياة ٥٣ ألف فلسطيني، وفقًا لتقارير حتى مايو ٢٠٢٥.
تأثيرات الحظر على التواصل الداخلي
يعيق الحظر، الذي بدأ ظهر الأربعاء قبل مؤتمر مايكروسوفت بيلد، إرسال رسائل تحتوي على 'فلسطين'، 'غزة'، أو 'أبارتايد'، حتى عند توجيهها إلى أفراد أو مجموعات صغيرة، بما في ذلك شكاوى إلى الموارد البشرية.
أفاد موظف أن رسالة عملية تحتوي على كلمة 'أبارتايد' في توقيعه الإلكتروني توقفت عن الإرسال بعد تحديث السياسة.
لاحظ آخرون تأخر رسائل لأكثر من سبع ساعات، أو عدم وصولها، بينما تمر رسائل تحتوي على 'إسرائيل' فورًا. أشار موظف إلى أن شكوى للموارد البشرية تحتوي على إحدى الكلمات لم تُسجل في البوابة الإلكترونية إلا بعد ٢٤ ساعة.
اقترحت نو آزور فور أبارتايد أن تجري مراجعات يدوية للرسائل، مما يسبب التأخير. أثار هذا التفاوت اتهامات بالتمييز، خاصة أن رسائل داعمة لقضايا مثل أوكرانيا لم تواجه قيودًا.
يحذر الخبراء من أن يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم التوترات الداخلية، مع احتمال تصاعد الاحتجاجات إذا استمر الحظر.
دفاع مايكروسوفت وتحقيقاتها حول آزور
دافعت مايكروسوفت عن سياستها، مشيرة إلى أن تحقيقات داخلية وخارجية خلصت إلى عدم وجود دليل على استخدام آزور أو تقنيات الذكاء الاصطناعي لإيذاء مدنيين في غزة.
أوضح فرانك شو، مدير الاتصالات، في رد داخلي أن الحظر يقتصر على الرسائل الجماعية الموجهة إلى آلاف الموظفين دون اشتراك مسبق، وأن الشركة أنشأت منتدىً للمناقشات السياسية. أكدت الشركة أنها تفتقر إلى رؤية كاملة حول استخدام عملائها لتقنياتها على خوادمهم الخاصة.
شكك الخبراء في هذه الرواية، مستشهدين بتقرير أسوشيتد برس الذي أشار إلى ارتفاع استخدام الجيش الإسرائيلي لتطبيقات آزور بشكل صاروخي منذ أكتوبر ٢٠٢٣.
أشار موظفون إلى أن عقود مايكروسوفت مع إسرائيل، التي تضاعفت قيمتها منذ ٢٠٢١، تثير تساؤلات حول شفافية التحقيقات.
يرى المحللون أن يضغط هذا الخلاف على مايكروسوفت لإعادة تقييم عقودها الحساسة.
تداعيات على سمعة مايكروسوفت ومستقبل سياساتها
أثار الحظر اتهامات بالرقابة والتمييز، حيث وصفت نو آزور فور أبارتايد السياسة بأنها تستهدف الموظفين الفلسطينيين وحلفاءهم.
دعت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات إلى مقاطعة منتجات مايكروسوفت، بما في ذلك إكس بوكس وأوفيس، احتجاجًا على موقفها.
أشار موظفون إلى تناقض السياسة مع مبادئ الشركة حول التنوع والشمول، مستشهدين بسماح مايكروسوفت برسائل جماعية داعمة لقضايا مثل أوكرانيا في ٢٠٢٢.
سجلت أسهم مايكروسوفت انخفاضًا طفيفًا بنسبة ٠٫٢٦% بعد التقارير، مما يعكس قلق المستثمرين من الأثر السلبي على السمعة. يحذر الخبراء من أن يؤدي استمرار الحظر إلى خسارة ثقة الموظفين والعملاء، مع احتمال تصاعد الاحتجاجات داخليًا وخارجيًا.
يوصي المحللون مايكروسوفت بمراجعة سياسات التواصل الداخلي لضمان الشفافية، وإجراء تقييم مستقل لعقودها مع إسرائيل لتخفيف التوترات واستعادة الثقة.