اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
أثار الهجوم الإسرائيلي المزدوج على مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة غضبًا دوليًا واسعًا، حيث أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، بينهم خمسة صحفيين فلسطينيين، بالإضافة إلى عمال إنقاذ وأفراد من الطاقم الطبي، وإصابة عشرات آخرين.
وقد وقع الهجوم يوم الاثنين 25 أغسطس 2025، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفتها الأولى على واجهة المستشفى حوالي الساعة العاشرة صباحًا، تلتها قذيفة ثانية بعد دقائق قليلة في المنطقة نفسها، مما أدى إلى حالة من الذعر الجماعي والفوضى داخل المرفق الطبي الذي يُعد واحدًا من أبرز المستشفيات في المنطقة.
تُعرف هذه الهجمات بـ'الضربة المزدوجة' التي تستهدف الإنقاذيين والصحفيين الذين يهرعون إلى الموقع بعد الضربة الأولى. وقد أكد أحد الصحفيين الجرحى لـCNN أنهم كانوا على الدرج مع ممرضين وعمال إنقاذ عندما تم استهدافهم مباشرة.
من بين الضحايا الصحفيين الذين قتلوا: حسام المصري (مصور لرويترز)، مريم أبو دقة (تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود ووكالة أسوشيتد برس)، محمد سلامة (مصور لقناة الجزيرة وميدل إيست آي)، أحمد أبو عزيز (ميدل إيست آي)، ومعاذ أبو طه (صحفي مستقل عمل مع هآرتس ومنافذ أخرى). كما قتل صحفي آخر هو حسن دوحان في هجوم منفصل في نفس اليوم.
تبريرات إسرائيلية وسط اتهامات دولية
دافع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن الهجوم مدعيًا أنه استهدف 'كاميرا تابعة لحماس' في المنطقة، وأن ستة من القتلى كانوا 'إرهابيين'، من بينهم أحدهم متورط في هجمات 7 أكتوبر، لكنه لم يقدم أي أدلة تثبت صحة هذه المزاعم.
كما لم يوضح سبب 'الضربة المزدوجة' أو طبيعة الذخيرة المستخدمة.
وقد أكد مصدر أمني إسرائيلي لشبكة سي إن إن الإخبارية أن الصحفيين الخمسة لم يكونوا الأهداف المقصودة، وأن القوات كانت مصرحًا لها باستهداف الكاميرا بطائرة مسيرة، لكنها أطلقت قذيفتين دبابة بدلًا من ذلك.
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادث بأنه 'مأساة مؤسفة' أعرب عن أسفه العميق لها، معلنًا عن تحقيق عسكري شامل.
ورغم هذه التبريرات، رفضت المنظمات الإعلامية والدولية هذه الرواية، حيث اتهمت إسرائيل باتباع نمط من الاستهداف المتعمد للصحفيين لإسكات التغطية الإعلامية في غزة، خاصة في ظل منع الإعلام الدولي من الدخول.
إدانات دولية متواصلة
أثار الهجوم إدانات دولية حادة. أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، 'القتل المروع' وطالب بتحقيق سريع ومحايد. كما دعت مندوبة الأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيز، إلى كسر الحصار وفرض حظر أسلحة على إسرائيل.
وصفت بريطانيا الهجوم بأنه 'مروع وغير قابل للدفاع'، فيما اعتبره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، 'غير مقبول'. كما عبرت ألمانيا عن صدمتها.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه 'غير سعيد' بالحادث لكنه غير مدرك للتفاصيل، بينما أدانت دول عربية وإسلامية مثل قطر وتركيا وإيران ومصر والسعودية ومنظمة التعاون الإسلامي الهجوم باعتباره جريمة حرب وانتهاكًا للقانون الدولي، مطالبة بتدخل مجلس الأمن الدولي.
على صعيد المنظمات الإعلامية، أدانت الجزيرة ورويترز ولجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود الهجوم، مطالبين بحماية الصحفيين ومحاسبة إسرائيل.
يُعد هذا الهجوم جزءًا من نمط أوسع من الانتهاكات في غزة، حيث يواجه الصحفيون المحليون مخاطر متزايدة في تغطية الصراع، وسط إعلان عن مجاعة في المنطقة ومنع الإعلام الدولي من الدخول، مما يعزز الدعوات لوقف إطلاق نار فوري وفتح ممرات إنسانية.