اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
شهدت محافظة السويداء السورية، الأحد، تصعيدًا خطيرًا في التوترات الأمنية، بعد ارتفاع عدد قتلى، الاشتباكات المسلحة بين مجموعات من أبناء الطائفة الدرزية وعناصر محسوبة على عشائر البدو، إلى21 مدنيًا وإصابة نحو 80 آخرين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام سورية.
وذكرت قناة شام تي في أن التوترات اندلعت على خلفية حادثة سلب تعرض لها أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري على طريق دمشق – السويداء، ما أدى إلى سلسلة من عمليات الخطف المتبادل بين الطرفين.
فقد تم اختطاف 11 مواطنًا درزيًا من قبل مجموعات عشائرية، في حين ردّت إحدى المجموعات من قرية عريقة باختطاف 5 أشخاص من العشائر. وأشارت القناة إلى أنه كان من المفترض تنفيذ عملية تبادل للمخطوفين مساء الأحد، غير أن العملية تعثّرت في اللحظات الأخيرة، وأُجّلت إلى يوم الاثنين.
من جانبه، أعلن العميد نزار الحريري، معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة، أن القوى الأمنية تتابع عن كثب تطورات الوضع، خاصة في محيط حي المقوس شرقي مدينة السويداء، مؤكدًا أن الأجهزة المعنية تواصل 'متابعة أمنية دقيقة' للحيلولة دون تفاقم الموقف.
وشدد الحريري على أن التصعيد الأخير ناجم عن سلسلة من ردود الأفعال الغاضبة التي جاءت عقب حادثة السلب، والتي تحوّلت إلى أعمال خطف عنيفة، مترافقة مع اشتباكات مسلحة في محيط المناطق المتنازع عليها.
وفي محاولة لاحتواء التوتر، أصدر مشايخ عقل الطائفة الدرزية نداءً عاجلًا دعوا فيه إلى نبذ العنف والفتنة، مؤكدين أن ما يجري 'لا يخدم سوى أعداء الوطن، ويهدد السلم الأهلي في محافظة السويداء'. كما طالبوا جميع الأطراف بـ'تغليب صوت العقل، والاحتكام إلى القانون، وعدم الانجرار وراء من يسعون لإشعال الفوضى'.
تُعدّ محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية من المناطق السورية التي حافظت نسبيًا على هدوء نسبي خلال سنوات الصراع، لكنها عرفت في الأعوام الأخيرة تصاعدًا في التوتر بين الطائفة الدرزية ومجموعات عشائرية في محيطها، لأسباب تتعلّق بخلافات عشائرية، وحوادث جنائية، ونزاعات على الأراضي والتهريب.
ويتخوف ناشطون محليون من أن يؤدي غياب الدولة الفاعلة والتوترات الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة إلى انفجار الوضع مجددًا، ما قد يهدد الأمن في واحدة من آخر المناطق التي بقيت خارج معارك السيطرة المسلحة المباشرة خلال الحرب السورية.